Sunday, August 21, 2005

صوتها امتد ليعانق بيارات فلسطين

فيروز تختتم للعام الثالث على التوالي مهرجانات بيت الدين الدولية

بيت الدين (لبنان) ـ وكالات: عندما تغني فيروز تصبح القدس بمتناول اليد وتصبح العودة الى فلسطين قاب قوسين او ادنى ويصبح الاف الحضور كمن يتحدون امكنتهم..كما لو انهم في قطار العودة الى الوطن المغتصب.

وليل امس الاول لم تكن المسافة بين قصر بيت الدين وفلسطين ابعد من المسافة التي تفصل المسرح عن الجمهور والتي جعلتها فيروز مسافة من التجلي فكان صوتها يمتد الى البعيد الى خارج مسرح القصر الشهابي الاثري الى حيث يقف العشرات على سياج يتابعونها من الخارج.

هكذا واكب اكثر من خمسة الاف شخص مساء امس الاول الليلة الاولى من حفل فيروز في قصر بيت الدين في جبل لبنان على ان تختتم سفيرة لبنان الى النجوم مهرجانات بيت الدين مساء امس الذي تغني فيه للعام الثالث على التوالي.

غنت فيروز على مدى ما يزيد عن الساعتين من قديمها للاخوين رحباني وافتقد الجمهور نجلها زياد رحباني على المسرح بعد ان كانت ادراة لجنة المهرجان اكدت ان الحفلة مشتركة معه.

وظل الجمهور يراهن على حضوره ولم يفقد الامل الا حين صعدت الفرقة الموسيقية بقيادة الارمني كارن دورغاريان المسرح فكثرت حينها التساؤلات عن سبب غيابه المفاجىء وبعضهم عزاه الى خلاف على البرنامج الذي لا يتضمن الكثير من اغانيه الجديدة لكن رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط قالت لرويترز: ان لا خلاف مع زياد لكنهما اختارا ان لا يكون على المسرح.

وتضمن البرنامج خمس اغنيات لزياد مقابل عشرين مقطوعة واغنية للاخوين رحباني.

وبددت فيروز حالة التملل والضجر التي اصابت الحضور مع تاخير الحفل وما ان اطلت بفستانها الذهبي على وقع موسيقى اغنية في قهوة على المفرق حتى وقف الحضور مصفقا وخصوصا مع ادائها لمقطع (بتخلص الدني وما في غيرك يا وطني).

وتبعتها بأغنية بذكر بالخريف لزياد رحباني و شادي و سلملي عليه وردد معها الجمهور امي نامت ع بكير وغادرت لتفسح بالمجال للكورال باداء اغنية طلو طلو الصيادي .

ارتكز البرنامج على دفء اغاني الاخوين رحباني التي اعادت الذاكرة الى الحضور الذي تفاعل بالتصفيق والصراخ والتلويح بالايدي مع كل اغنية.

وبدأ الحضور راضيا عن البرنامج منذ الدقائق الاولى لجلوسهم في مقاعدهم حين وجدوا البرنامج موضوعا على كل كرسي فكانوا يتفاعلون مع كل اغنية يقرأونها وكانهم يتصفحون اسئلة الامتحانات فيقول احدهم بكثير من الفرح (سوف تغني سألوني الناس) ويرد اخر (لا انه الكورال).

وكالعادة لم تنس فيروز حصة القدس من صوتها (غاب نهار اخر.. غربتنا زادت نهار واقتربت عودتنا نهار) التي كانت قد غنتها المطربة اللبنانية سهام شماس في اوبريت (راجعون) للاخوين رحباني واتبعتها باغنية (يا ربوع بلادي).

وتلقف الجمهور العربي الذي حضر بكثرة تساؤلات فيروز (يا ترى هل نعود الى ارض الجدود) وهكذا صار الشعر العربي يدور في مدار صوتها ويدخل قلوب عاشقيها على قمر ابيض.

وروت فيروز للجمهور قصة بيسان (كانت لنا بيارة جميلة وضيعة ظليلة كان اسمها بيسان ..خذوني الى بيسان). كما انشدت (سيف فليشهر) ووقف الجمهور مواكبا (انا لا انساك فلسطين ويشد يشد بي البعد انا افيائك نسرين انا زهر الشوق انا الورد).

وفي الفقرة الثانية التالية ادت فيروز (انا فزعانة) لزياد رحباني واغنية (لبيروت) لجواكيم رودريجو التي نالت تصفيق الحضور وخصوصا الاجانب منهم الذين حضروا بكثرة وتبعتها باغنية طريق النحل و حبيتك بالصيف .

وتركت المسرح على وقع موسيقى سألوني الناس لتفسح بالمجال للكورال لادائها.

وبعد تأدية الكورال اغنية زياد وجوزيف صقر عايشة وحدا بلاك عادت فيروز وفي جعبتها اغنية فيلمون وهبي ليلية بترجع يا ليل ومن ثم ادت مع الكورس ملهب جايي التي اخذت من مسرحية الاخوين رحباني يا عيش ياعيش .

وختمت فيروز برنامجها المقرر بأغاني القمر بيضوي ومراكبنا وبيقولوا صغير بلدي لكن الجمهور رفض هذه النهاية واصر كالعادة على عودتها مرارا بعضهم لوح بصورة مكبرة لها وزعت في الحفل وبعضهم راح يصرخ مناديا بعودتها واحدهم انتزع قميصه عن جسده بقوة وراح يلوح به فنزلت عند طلبهم واعادت مقطعا من بيقولو صغير بلدي ومن ثم شتي يا دني واخيرا فاجأت الحضور بتأديتها اغنية جوزيف صقر وزياد رحباني عايشة وحدا بلاك .

واجمع الجمهور على التأكيد: ان هذه الحفلة هي الاجمل لفيروز نظرا لليونة صوتها الذي ادى الاغاني القديمة بكل جرأة فقال الشاب كمال زين ان حفلة فيروز هذا العام من افضل حفلاتها اذ انها تكمل الاغنية الى نهايتها.

وقال نبيل غياض: اننا نحضر كل عام لسماع صوت فيروز مهما غنت ولكننا نحب ظهورها مع زياد المسرح الذي يضفي بعضا من البهجة .

واكدت فيلوت مخول وهي في الستينيات من عمرها ان صوت فيروز ما زال شابا ويستحق عناء المجيء الى هنا .