Sunday, October 22, 2006

كفى


لوأن النار المستعرة في وطني تحرق شاعليها , لكنت طربت وهللت لها ورقصت ..
لو أن الأيام السود القادمة ستخفي في عتماتها فتح وحماس وكل من عليهما .. لكنت كسفت الشمس وخسفت القمر..
الا أنها نار ستحرق وطني وسيصبغ أهله بسواد الذل والعار, ونابلس حبيبتي ستنتحب طويلاً ..
أول مرة غادرت فيها نابلس حين كنت شابة واتوجه للدراسة في الخارج .. حملت في يدي وثيقة سفر ليس فيها مني غير اسمي , وجنسيتي غير معرفة , اعترض موظف الاستقبال ضارباً أعشاراً بأتساع واسباع وكل ما أوتي به من أرقام , وأوشك أن يعيدني من حيث أتيت , فسارعت بالشرح والتفسير لعلي أصل معه لحل, عرضت له الحروب والاتفاقيات ومستعمرات ترزح على كتفي نابلس ( جرزيم وعيبال ), ولم يفهم .. رسمت له الخريطة ولم يلحظ , غامرت وقلت له انتفاضة, نظر الي مبتسماً حاملاً حفنة من الهواء وكأنه يقذفها بعيداً قائلاً لي " أهاااا أنتم أهل الحجارة ".. نعم . أول مرة أغترب وأول مرة أُعَرَف فأصبحت جنسيتي حجارة فلسطين