Monday, July 14, 2008

طوبى لكم

ذاك الوجه المحفور على شراع سفينة في لوحة التصقت بالحائط فوق سرير , لطالما تأملت ابتسامتها ولم أصدق كيف تعبر هذه القسمات أبواب المغامرة وتحصد الشجاعة والقوة ! لم أعد أعرف مصير تلك اللوحة .. فأحداث الثمانينات لم تبق ِ لنا مقتنيات تنطق بهويتنا وانتماءاتنا, أوراق تسجيلات أغاني وحتى الصور اختبأت في أماكن نسيناها فأضعناها, أو لعلها هي سئمت جبننا فتركتنا, عجيبٌ كيف نحتفظ بملصقاتٍ لأبطال ولا نحفظ بطولة الأبطال في ثنايانا !!
دلال .. صنعت تاريخاً مشرفاً وحدثاً قهر العدو سنيناً طوال .. كم تمنيت أن تلاقي هاماتنا طويلةً علية ونحتفل بك شهيدةً وسيدةً لفلسطين , ونصلي لك قرب ضريح ٍ تحت أشجار اللوز في يافا أو حيفا أو صفد . لكن يا دلال مصيبتنا هي مصيبتك حيث أبتلينا بعصابات سلطوية وقحة لا تخجل من ذلها ولا تشبعُ من عارها فحسب بل تجاهر بضعفها وضعتها , هم قادة قيل أنهم شرعيون واخرون هم المقالون ونحن ووطننا بينهم ضائعون , ودونك كبيرتهم تنظم أحزاب وحركات فلسطين لتحررها , فلا هي نظمتهم ولا هي حررتها..
دلال .. تراب فلسطين هو ذات التراب كما سماءها لم يتغير أو يتبدل, لا يزال يمسك بجذور غرسها .. ويشرب دماء شهداءها ويحتضن أجسادهم اينما كانوا.. تراب فلسطين الذي تعمد بدمك ودم رفاقك لماذ تستثنون منه اليوم ؟؟ لماذا تجتثون من بيننا ؟؟ جئتم تسعون اليها محملين بعشق الحياة تمزقون أمن عدو غاصب أشلاءاً وتحررون أرضاً طالما حلمتم بها , حققتم حلمكم لساعات ونمتم طويلاً في ترابه ,انتم ونحن في قيدٍ واحد وتحت سماءٍ واحدة نعيش احتلال يقهرنا وشقاق يفتتنا في آن , فهل يُعقل أن يهجر أحدنا الأخر ويرحل عنه بعيداً , زمن طويل مر على استشهادكم ولا زلتم تثذكرون أعدائكم بهزيمتهم لا زلتم تقولون نحن فدائيون عشنا واستشهدنا أحرارا , من سيذكر عدوكم بعد اليوم ؟ من من سيسلبهم أمنهم بطلعة كل شمس؟.. ما الجسد بعد الموت الا وعاءٌ نفذ , ولكن أين نحن وما جرى من تهجير لكم تحت أعيننا, أين أنتم من حقكم في تقرير مصيركم ومكان نومكم الأبدي ؟؟ او لم تدخلوها حالمين بالعودة إليها وان أجساداً ساكنة ؟! أُخرجت منها أنت ورفاقك وقد خُتمَ عليكم اللجوء أمواتاً وأحياء أم نحن لم نقدر على استبقائكم ,؟ أم أنتم ضجرتم منا ومن تناحرنا من عجزنا وشقوتنا كما هجرت تلك الصورة المخبأ المنسي .. لا زالت فلسطين ترتوي بدماء شهداءها من أقصاها الى أدناها .. ولا زالت سجون الاحتلال تزخر بعمداء أسرى لعقود خلت, هم في الانتظار.. انتظار صحوتنا ونهوضنا من الرماد .. جميعنا في انتظار عدوتنا ..
دلال سعيد المغربي ورفاقها الشهداء اعتذر منكم .. قد رجوت تهنئتكم بحرية رفاتكم فوجدتني أعزيكم بتهجيركم , وبدل أن أرثيكم وجدتني أرثي نفسي أمام نفسي .. فطوبى لكم اينما حللتم وعزائكم الوحيد انكم بين أهليكم وأننا أبداً لن ننساكم .. وطوبى لشهداء وأسرى لبنان والعرب الذين سعوا للفداء فهرولت لهم البطولة ورفعوا الكرامة عالياً .. وبحضرة الشهداء يبطل التشهد فالوحدانية لفدائهم والقضية رسالتهم .


No comments: