أحترف الحزن و الإنتظار..أرتقب الآتي و لا يأتي..تبددت زنابق الوقت..عشرون عاماً و أنا أحترف الحزن و الإنتظار..عبرت من بوابة الدموع إلى صقيع الشمس و البرد..لا أهل لي في خيمتي وحدي..عشرون عاماً و أنا يسكنني الحنين و الرجوع..كبرت في الخارج..بنيت أهلاً أخرين..كالشجر أستنبتهم فوقفوا أمامي..صار لهم ظل على الأرض..و من جديد ضربتنا موجة البغض..و ها أنا أستوطن الفراغ..شردت عن أهلي مرتين..سكنت في الغياب مرتين..أرضي ببالي و أنا أحترف الحزن و الإنتظار
Saturday, January 31, 2009
بدائل
Monday, January 26, 2009
Sunday, January 18, 2009
كلنا غزة
كلنا غزة
هل يمكن أن نعزز الحدود ونهمل الشمول ؟!
هامات ترتفع وتسمو وتصرخ غزة الجريحة غزة الابية ..
أو لم تكن تستصرخكم غزة من تحت حصارها ! أولم تناشدكم غزة وأهلها قبل عامين حين استباح فيها الفلسطيني الدم الفلسطيني ؟!
أولم تعلموا بالحصار البري والجوي والبحري والهوائي والمائي والغذائي والتعليمي وكل شي كل شي حوصر في غزة .. أولم تكن ساعتها غزة أبية أو غزة الصامدة , أم هو القتل والدم المهدور والطفل الباكي المبتور والشباب المقتول على الطرقات هو الذي يلفت انتباهكم فقط ؟!
أم أنكم تنشدون شلالاً من الدم ليوقظ غفلتكم ؟!
بل أحسبكم دوماً غافلون ..
وحتى ان كنتم كلكم غزة فليس كما يجب ان تكونوا .. وحتى حين صرتم كلكم غزة فليس حين يجب أن تصيروا ..
ناجيتم "أهل غزة " وبكيتموهم, نعيتموهم واستنصرتموهم ..ملأتم السماء سباباً وزعيقاً "لأهل غزة ", ونسيتم أنهم فلسطينيون وأهل فلسطين أولاً وأخيراً , لعلكم تجاهلتم أو لم تدركوا أن حرب غزة هي حرب قتل وتدمير لفلسطين وقضية فلسطين ’ غفلتم عن من زرع فيكم هذا النداء ولماذا, قلة قليلة من استدركت ووعت الامر , والبقية الغالبة لم ولن تفطن بعد ..فلا نصرتم غزة ولا حقنتم دم " أهلها " لم توقفوا حصارها ولا تدميرها .. كما لم تنقذوا العراق والبارد ولبنان وجنين وافغانستان ..
لحساب من هكذا تصرخون ؟ أم هو مجرد شعار تنقشوه على جباهكم لحساب ساعة راهنة وعملة اعلامية متداولة , وتعظيماً لهزة قوية أريد لها أن تكون خطوة على مشوار النسيان والتجزئة , هكذا أريد لكم أن تكنوا مجرد أبواق تزعق في القليل الباقي من وعي شوه وهُجنْ , هذا الادراك الذي بُرمِجَ على نسق الاحزاب والانظمة التي تنضوون تحتها التي قننت ومنهجت تحركاتكم وادراككم خدمة لسياساتها , لا تبعاً لاستحقاقات القضايا الانسانية بجوهرها ومتطلباتها الي لا تخضع لزمان أو مكان أو مرحلة سياسية كانت أم اجتماعية .. لم تعد الشعارات تعبر عن واقعنا أو تطلعاتكم ,أما التظاهرات فدون المطلوب كماً ونوعاً والتوصيات فارغة هجينة , فابقوا في منازلكم أوفر لكم وأصلح لنا .. أو فلتنتظروا قيامة أخرى تصرخون لها ..
فكلكم غزة وكلنا فلسطين ..
كلكم جرح اليوم وكلنا جرح كل يوم ..
Tuesday, January 6, 2009
سأتذكّر أطفالك يا غزة، وسأبكي
لن أخرج في تظاهرات رام الله لأرفع قبضتي في الهواء ناقماً ومندّداً بالقتل في غزة، فقد فعلت ذلك من قبل ولـم يتغيّر أيّ شيء، ليست هذه دعوة إلى مقاطعة التظاهر، بل هي نداء للتأمل؛ للبحث عن طرائق أخرى للغضب، والتعبير عن التضامن , لن أرد على رسائل أصدقائي وهي تتساءل بمرارة: "زياد شفت اللي صار في غزة"؟ لو كانت هناك هواتف خلوية زمن صبرا وشاتيلا؛ لأرسلوا إلي صيغة التفجع نفسها: "شفت اللي صار في صبرا وشاتيلا"؟ وأتخيل أن هناك شخصاً ما قال لشخص آخر في طريق هروبهما من اللد: "شفت اللي صار في جامع دهمش"؟؟، بعد أيام أو أشهر أو سنوات سيتلقى الشاعر خالد جمعة رسائل مشابهة مني: "شفت اللي صار في ...". أقول لأصدقائي في سري وفي جهري وأقول لي: "اللي صار هو اللي صار من زمان، وهو اللي راح يصير في الـمستقبل".
كم أصبحت حياتنا هزليةً وتشبه أداءً محفوظاً وآلياً، مملاً في مسرحية، نبكي ونهتف ونشدّ على أسناننا، ونصرخ ونمتنع عن الأكل ونغضب، ثم نعود إلى ضحكاتنا وطعامنا وسهراتنا ولا مبالاتنا، من يتذكّر حزننا على هدى غالية وإيمان الهمص؟؟، أين ذهب؟ هل الـمأزق في الطبيعة البشرية أم أن نفوسنا وعقولنا تسممت وتشوهت؟. سئمت هذين الدورين الـمتعاقبين بشكل كاريكاتيري، الحزن والغضب ثم الفرح والرضى.
أريد أن أتمرد على مخرج هذه الـمسرحية التي تعرض، حالياً، على شاشات الفضائيات، وأختار دوري، حتى لو رآه البعض عبثياً وفردياً أو استعراضياً أو استسلامياً؛ ليعرف ذلك الـمخرج القابع في ظلـمة نتنة، يعيش على دمنا، ويلعب بمصائرنا، أنني أعرف من هو؟؟. لا أريد أن أفعل شيئاً، فعلته منذ زمن ولـم أرَ نتيجته بعد.وإذا كان فعل التظاهر والهتاف يريح النفس ويهدئ الضمير، ويفرغ الغضب فلا أريده؛ لأن هذا الفعل ليس طريقتي. أريد أن أفعل شيئاً جديداً، يتوازى مع منسوب لا معنى اللحظة، أو ربما يحوّل لا معنى اللحظة إلى معنى ــ كما أزعم ــ، أريد أن أغلق باب بيتي، أفتت حبات دواء معدتي، أعطب زر الكهرباء، ألقي بجرة الغاز في الخارج، مخرساً التلفاز والهاتف الخلوي، أجلس في بلادة العتمة، أقرأ على ضوء شمعة (فصل في الجحيم)، أتذكر أطفال غزة، أبكي، أريد أن أرتدي إحساس صديقي الشاعر سليم النفار وهو يشعل (بابور الكاز) ليصنع كأس شاي، لن أشاهد تغطية الجزيرة الـمباشرة، الـمتحمسة للدم، والـمروّجة للـموت؛ لأبكي وأندهش متفاجئاً مرةً أخرى من وحشية الإسرائيليين، كما تفاجأت مرات عديدة في مناسبات قتل كثيرة، لا، لن أتساءل كأبله كما يتساءل عبد الباري الـمزبد الـمرغي الذي يشبه صوته صوت عمتي حليمة: "أليس للزعماء العرب أطفال ونساء وعائلات وكرامة"؟؟ ألا يخجلون من أنفسهم؟!. سأرفع رأسي عن (فصل في الجحيم) بين الحين والآخر وأنادي على أطفال غزة (شهداء وجرحى وخائفين ومسجونين في سؤالهم الكبير: "ليش دايماً هيك حياتنا"؟؟)، سامحوني يا أطفال غزة؛ لأنني لست معكم، أسحبكم من تحت الأنقاض إن كنتم هناك، أو أحملكم على ظهري إن كنتم جرحى، أهديكم الحلوى والألعاب وأضحككم بتلاوين صوتي وحركاتي وأقنعة وجهي الحيوانية، إن كنتم في الغرف السفلية. يا (مودة)، يا ابنة السنوات الثلاث، أيتها الطفلة السمراء هائلة الرقة، الخائفة الآن من الصاروخ، يا ابنة صديقي الفنان عاطف الأخرس: سامحيني؛ لأنني لـم أرسل إليك عروستك الشقراء حتى الآن.zkhadash@yahoo.com