أحترف الحزن و الإنتظار..أرتقب الآتي و لا يأتي..تبددت زنابق الوقت..عشرون عاماً و أنا أحترف الحزن و الإنتظار..عبرت من بوابة الدموع إلى صقيع الشمس و البرد..لا أهل لي في خيمتي وحدي..عشرون عاماً و أنا يسكنني الحنين و الرجوع..كبرت في الخارج..بنيت أهلاً أخرين..كالشجر أستنبتهم فوقفوا أمامي..صار لهم ظل على الأرض..و من جديد ضربتنا موجة البغض..و ها أنا أستوطن الفراغ..شردت عن أهلي مرتين..سكنت في الغياب مرتين..أرضي ببالي و أنا أحترف الحزن و الإنتظار
نسم علينا الهوا من مفرق الوادي
يا هوا دخل الهوا خدني على بلادي
يا هوا يا هوا يللي طاير بالهوا
في منتورة طاقة و صورة خدني لعندن يا هوا
فزعانة يا قلبي أكبر بهالغربة ما تعرفني بلادي
خدني خدني خدني على بلادي
شو بنا شو بنا يا حبيبي شو بنا؟
كنت و كنا تضلو عنا و افترقنا شو بنا
و بعدا الشمس بتبكي عالباب و ما تحكي
يحكي هوا بلادي خدني
خدني خدني على بلادي
أخر إيام الصيفية و الصبية شويي شوية
وصلت ع ساحة بميس الريم و إنقطعت فيها العربية
أخر إيام المشاوير في غيمة زرقا و برد كتير
وحدي منسية بساحة رمادية أنا و الليل و غنية
تأخرنا و شو طالع بالإيد حبيبي و سبقتنا الواعيد
أنا لو فيي زورك بعينية و عمرا ما تمشي العربية
ليس من عادتي ان أقف أمام الموت بدمعة, ولست أنا من يخدش صمته بصرخة, احتفظ بالنظرات الأخيرة في ذاكرتي, تلك النظرة وأحياناً الابتسامة, التي لم ولن أحاول فهمها, فهي أكبر من أن تفسر.
أحدهم استودعني ورقةً لأمه, وأخر خاتم نقش عليه "حبيبتي أسماء"و ساعة اليد لخالد لا زالت تعلن السادسة مساء, واليوم كانت الذكرى السنوية الأولى لترجل صديقيََّ هاني ونادر.., أذكرهم جميعاً ولم ابكيهم بعد. لا أتوجس شراً حين أحلم بهم, لكني أخاف أن أقتلهم حقاً ان نسيت .
أنحنى خجلا لجميع الشهداء, شهداء المجازر المنسية, الشهداء المغيبين للمرة 23.