قدم لي بفنجان القهوة وسألني ..
متى بدأت تشربين قهوتك خالية من السكر ؟
كنت قد اشعلت سيجارة تمهيداً لرشفة القهوة الأولى , محاولةً أن اخلي ذهني تماماً من تعب الليل وكوابيس النوم , احببت ان اجيبه على غير عادتي في مثل هذه اللحظات التي تمتد لساعات أحياناً , وكان يجب أن أعود للوراء لأعرف أنا بدوري متى , فاجيبه بالارقام , كنت أظن أنني ساقف عند الرقم 5 أو 10 سنوات مضت , لكن كلما توقفت في زاوية من زوايا عمري أجدني اشرب القهوة مرة , وبعض الزوايا كانت تطغى على مرارة قهوتي , لم يحتمل رأسي ثقل الذاكرة فعاد هو الأخر للوراء تاركاً لعيني عبء البحث ..
اكثر من نصف عمري ولم أجد جواباً بعد .
هناك حين امضيت فترات طويلة في العمل , ذاك صاحب القهوة يأتيني بكوب الشاي بالميرمية كل صباح حين يسمع صرير ابواب المحل أفتحها . أرى نفسي دائمة الصمت وكثير من الضوضاء حولي , ومقاعد الدراسة مرة أخرى , تزدحم عليها سنواتي , كنت ابحث عن هويتي وهواي , فلم أجد ما يوقفني عن البحث .. رأيت نفسي أنام على سرير ما تعودته والبرد يلازمني , ابكي ندماً لتركي سريري وغرفة كنت ارتبها كل مساء واشرب عند نافذتها قهوة محلاة , ابكي حنيناً لأمي التي حين ودعتني دامعة الابتسامة, لم تطلب عودتي لكنها وعدتني بالانتظار , وابي الذي ظل يشْتَمُ رائحتي قبل ان يقبلني كعادتة ...
متى بدأت تشربين قهوتك خالية من السكر ؟
كنت قد اشعلت سيجارة تمهيداً لرشفة القهوة الأولى , محاولةً أن اخلي ذهني تماماً من تعب الليل وكوابيس النوم , احببت ان اجيبه على غير عادتي في مثل هذه اللحظات التي تمتد لساعات أحياناً , وكان يجب أن أعود للوراء لأعرف أنا بدوري متى , فاجيبه بالارقام , كنت أظن أنني ساقف عند الرقم 5 أو 10 سنوات مضت , لكن كلما توقفت في زاوية من زوايا عمري أجدني اشرب القهوة مرة , وبعض الزوايا كانت تطغى على مرارة قهوتي , لم يحتمل رأسي ثقل الذاكرة فعاد هو الأخر للوراء تاركاً لعيني عبء البحث ..
اكثر من نصف عمري ولم أجد جواباً بعد .
هناك حين امضيت فترات طويلة في العمل , ذاك صاحب القهوة يأتيني بكوب الشاي بالميرمية كل صباح حين يسمع صرير ابواب المحل أفتحها . أرى نفسي دائمة الصمت وكثير من الضوضاء حولي , ومقاعد الدراسة مرة أخرى , تزدحم عليها سنواتي , كنت ابحث عن هويتي وهواي , فلم أجد ما يوقفني عن البحث .. رأيت نفسي أنام على سرير ما تعودته والبرد يلازمني , ابكي ندماً لتركي سريري وغرفة كنت ارتبها كل مساء واشرب عند نافذتها قهوة محلاة , ابكي حنيناً لأمي التي حين ودعتني دامعة الابتسامة, لم تطلب عودتي لكنها وعدتني بالانتظار , وابي الذي ظل يشْتَمُ رائحتي قبل ان يقبلني كعادتة ...
اذكر انني بكيت طويلاً واستيقظت متعبة , فقال لي جربي شرب القهوة خالية من السكر فهو يعكر متعتك بها ويذهب رائحتها .. رفعت رأسي , رشفت رشفةً غصيت بها واجبت سائلي ... 19 سنة
No comments:
Post a Comment