Thursday, August 24, 2006

عماد وقطر: ما أقنعتوني

قطر وحزب الله: هكذا حصل التقاطع

عماد مرمل

جريدة السفير 24-8-06

شكل موقف قطر من العدوان الاسرائيلي على لبنان <علامة فارقة> بلغت مداها مع زيارة أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى بيروت حيث لم يكتف بلقاء الرؤساء الثلاثة، بل أراد لمسلسل <المفاجآت> ان يستمر من خلال مبادرته الى تفقد الضاحية الجنوبية المدمرة التي كان في استقباله فوق ركامها المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين خليل، بعدما كان قد مهد لزيارته بإطلاق تعهد بإعادة بناء بنت جبيل وبلدة أخرى اقترح الرئيس نبيه بري ان تكون الخيام. وكان واضحا ان قطر أرادت منذ الايام الاولى للعدوان التمايز عن موقف جارتها اللدودة المملكة العربية السعودية، فأظهرت تفهما لسلوك المقاومة عموما، ثم أدت دورا محوريا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت وصولا الى كلمة وزير الخارجية القطري في مجلس الامن حيث بدا طرحه السياسي أكثر <جرأة> من طرح <صاحب القضية> وزير الثقافة اللبناني طارق متري، كما استنتج بعض المتابعين آنذاك، على الرغم من علاقات قطر المعروفة. ربما كان هناك من يضع التعاطف القطري مع لبنان في خانة تسجيل النقاط على السعودية التي وجهت اليها أوساط داخلية وعربية اتهامات قاسية حول طريقة تعاملها مع الحرب الاسرائيلية، وربما كان هناك من يعول على الدور السياسي القطري معتبرا انه رمزي أكثر منه محوريا، أما بالنسبة الى حزب الله الذي وجد نفسه في قلب صراع استراتيجي مع إسرائيل، فإن الأهم هو ان تكسب الى جانبك في هذه المعركة المصيرية ما أمكن من المواقف المؤيدة للبنان ومقاومته، كتلك التي عبر عنها أمير قطر عندما وجه تحية الى المقاومة التي انتصرت على إسرائيل

، مشيرا الى ان منع السلاح عن اللبنانيين والسماح به للاسرائيليين هما أمر غير مقبول، ومنبها الى ان من شأن هذه النظرية ان تجعل لبنان صيدا سهلا لاسرائيل في أي وقت.

وبمعزل عن وضعية قطر في المنطقة وعن الحسابات التي جعلت أميرها يقرر الوقوف على مسافة من السلوك البارد بل الملتبس لبعض النظام الرسمي العربي حيال لبنان في محنته الاخيرة، يرى حزب الله انه لا يمكن ولا يجوز في المبدأ رفض ملاقاة يد ممدودة من أجل المساعدة والمؤازرة، خصوصا ان الاولوية حاليا هي لاعادة الاعمار وبلسمة الجراح، فكيف إذا كان هذا البعد الانساني يختزن في الوقت ذاته جرعة سياسية إيجابية تتلاءم مع ثوابت لبنان ومصالحه. ويعتقد الحزب هنا انه بدلا من ان يكون السؤال: لماذا تفعل قطر ما تفعله؟ ، يجب قلبه ليصبح: لماذا لا يفعل بقية العرب ما ينبغي عليهم فعله؟.وإذ يلفت حزب الله الى ان أمير قطر هو على الأقل الزعيم العربي الوحيد الذي زار لبنان بعد الحرب وتفقد آثارها في الضاحية، مع ما يحمله هذا الامر من دلالات، يسأل عن حقيقة الدور الذي قام به زعماء عرب آخرون في سياق العدوان على لبنان. واستنادا الى ما توفر من معطيات ومعلومات في هذا الصدد يبدو ان الحزب يعمل على تجميعها وتوضيبها ضمن ملف موثق ومُحكم سيفتح في الوقت المناسب، وعندها ستتكشف حقائق مدوية

حول النهج الذي اعتمده عدد من القادة العرب في التعاطي مع الحرب الاسرائيلية التي استهدفت هذا البلد وأي خلفيات تحكمت بحساباتهم ._________________________________________________________________________________________

تـعـلـيــق:

انا استغرب من فحوى وجدوى ان يُغيب دور ووضع قطر ومواقفها المعلنه في الوقت الراهن , هل هذا يجعل قطر اسرائيل اكثر وطنية وحمية على الشعب والمقاومة اللبنانية من كامب ديفيد السادات ومبارك ؟هل يكفي موقف حكومة القطر المستجد ليحل محل العلاقة المميزة بين قطر واسرائيل على مدى 10 سنوات??

في الفترة الأولى لإعتداء اسرائيل على لبنان ,وبعد سلسلة المواقف العربية المشرفة, بثت محطة الجزيرة لقاءاً لوزير خارجية قطر, فكان أول حلقة في سلسلة المواقف المفاجئة لحكومة قطر, تضمن الحوار رداً على سؤال ( هل الموافق العربية من الاعتداء على لبنان أُجمعَ عليها وهل هي تسابق لارضاء امريكا ؟) فاستفاض الوزير برده

)حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني: يا ريت فيه حد قال لنا صفقة تفيده حتى نستطيع نساند، لكن اللي أنا فهمت هو مش مزايدات حتى لو مزايدات مقبولة لكسب الولايات المتحدة هذا مشروع وتعمله دول كثيرة عربية وغير عربية، مقابل ماذا؟ أنا هذا سؤال يحيرني، يعني فيه دول (Already) عملت عملية سلام، فيه دول.. علاقات أغلب الدول العربية علاقات جيدة مع أميركا أو ممتازة ونحن منهم اللي علاقتنا جيدة وإحنا منهم، لماذا.. مقابل ماذا؟ أنا أعتقد إنه إحنا اهتممنا في الشارع الغربي أكثر لتحسين صورتنا في الشارع، هذا اللي أنا وصلت له، فيه جزء يهتم في تحسين وجهة نظره في الشارع الغربي قبل أن يهتم في شارعه هو، زائد يعني إحنا شعبنا تعوَّد كثيراً إن الحكام.. بعض الحكام العرب إن همَّا يكذبون على الشارع والشارع يصدق ويقولون الحاكم أعرَف أو أدرَى بها الأمور وليش عمل كذا، الآن هذه صارت مكشوفة وغير مقبولة ولذلك أنا ما أنا فاهم يعني إحنا لو حد دخَّلنا داخل هذا التفاهم اللي حسينا فيه موجود لكنا فهمنا وقد نتفق مع الطرف هذا على المُضي قدما حتى لو يأتي لسلام أو وقف العمليات العسكرية كنا ها نتفق، ما إحنا اجتمعنا والناس اللي عندهم وجهة نظر أو بعضهم ذهبوا إلى روما ولم يتفقوا على شيء.__ أنتم منزعجون لأنه لم يقع إشراككم في هذه الطبخة لنقُل؟لا، إحنا بس أردنا حد يكون شجاع ويقول لنا إيش الطبخة وإحنا نتفق معه. لا عرفناها.. نعرف، شممنا رائحتها.. شممنا رائحتها لكن ما صدقنا إن إحنا نصل لهذه المرحلة في ظل وعي عربي وغليان في الشارع العربي على مش هذا الوضع، قبل هذا الوضع

).. النص الكامل..

وفيما تلا اجتماع الوزراء في لبنان وبجلسة مجلس الأمن ظهر بطل همام اسمه حمد بن جاسم , رفع راية الثورة لا المقاومة أمام كوندليسا , تحفظ على القرار لكن مع الموافقه ومن وراءه الجحافل العربية من ضمنها لبنان.

باختصار أرى أن قطر تمثل حالياً صمام الأمان بين الفرقاء, فتقوم بدور الدوله العربية الراعية وذات الدور الريادي , مستغلة غياب أهلية السعودية ومصر نتيجة لمواقفها المعلنه والمبطنة, ولكي تكون مايسترو المفاوضات القادمة, فهي مسبقاً تتمتع بمصداقية اسرائيل, وتانياً رضى شعبي عربي نظراً لمواقفها المستجدة, وثالثاً نجحت بنيل المصداقية من حزب الله. أي أن قطر هي تؤام الاتفاق 1701 الذي اجمع عليه الجميع.

فلماذا اعطى حزب الله مصداقيته لقطر ؟؟؟

قدمت قطر دعمها لحزب الله في الفترة التي افتقد فيها الأخير للدعم الاقليمي , الذي كان من المفترض ان يمثل التحرك السياسي في المحافل الدولية كما جرت العادة, رغم أن حسن نصرالله في خطابه ما قبل جلسة مجلس الأمن ترفع عن الموقف العربي ولكن في الوقت ذاته طلب منهم التدخل لمصلحتهم وحفاظاً على ماء وجوههم أمام شعوبهم والتاريخ, بالتالي قطر توسع نشاطها السياسي اقليمياً بعد ان كان مقتصراً على النشاط الاقتصادي.

No comments: