عودٌ على بدء..
مرة أخرى السلاح الفلسطيني في الداخل, ضمن معادلة السلاح والإعلام, وذلك على إثر ظهور المسلحين والكوادر المقاومة على شاشات التلفزة, وما له من أثر سلبي أو ايجابي على القضية الفلسطينية, الانتفاضة,والمقاومة.
السلاح
من الواضح أن السلاح الفلسطيني واستخدامه ضمن السلوك الحالي, قد انتهج المسلك السلبي وعلى غير ما يجب, حيث أن القليل جداً منه يتم استخدامة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي , والكم الأكبر يذهب في تشيع الشهداء, ومناسبات ابتهاج واعتراض على السواء, في حين نرى ان إجتياح الجيش الاسرائيلي للمدن والمخيمات والقرى , لا يواجه إلا بطلقات خجولة احياناً قليلة , واحيان أخرى تكون معدومة. منذ ايام قليلة (30-6-2006) تمت محاصرة 4 شبان في احدى مقابر مدينة نابلس, على اثر اطلاق النار من قبلهم على دورية للجيش اثناء مرورها من الشارع المحاذي للمقبرة, في طريقها الى خارج المدينة,استشهد أحد الشبان أثناء امطار المقبره بالقنابل والرصاص , واستسلام شابين من افراد المجموعة , تم ذلك خلال الساعات الاولى من النهار,6-12 صباحاً , كل ذلك يجري دون مساندة أو حتى تصعيد من قبل بقية المسلحين, ولم يتواجد في المنطقة سوى الجنود بآلياتهم وطائرة المراقبة طواقم الاسعاف والأهالي,واستمر الوضع على ما هو عليه من محاصرة لشاب واحد مصاب حتى ساعات الليل المتأخرة _أي ساعة استسلامه واعتقاله من قبل الجنود _مع تصاعد في اطلاق القنابل الصوتية والغازية , واشتباكات ما بين الشبان الصغار راشقي الحجارة والجنود,كل ذلك تم بعيدأ عن تدخل الكوادر المسلحة أو حتى غير المسلحة , وحصرت ما بين الجنود والشبان الصغار والأهالي, بينما في اليوم التالي واثناء تشييع الشهيد , اطلق ما يزيد عن 300 طلقة في الهواء مصاحبة لهتافات الفداء والانتقام, لم يقولوا اين ومتى وكيف ولكن اكتفوا بالهتافات والتهديد والوعيد, هذا هو حال السلاح والكوادر المسلحة في جميع المدن والمخيمات. ليس المطلوب منهم الإنتحار في وجه الدوريات الإسرائيلية ومجابهتها في جميع الاوقات وكلما مرت دورية أو اي ألية اسرائيلية , وانما المطلوب
1. الحفاظ على هذا السلاح وسحبه من أيدي غير المؤهلين من هؤلاء الكوادر.
2. منهجة إستعمال السلاح وحصرة في المواجهات مع الجيش الاسرائيلي حين الضرورة.
3. تنحية السلاح تماماً عن أي مظهر إجتماعي.
الاعلام
ما المعنى من السماح لكاميرات مراسلي محطات التلفزة تصوير عمليات إطلاق الصواريخ على المواقع الاسرائيلية ؟
ما أهمية ظهور المسلحين في الجنازات واطلاقهم الاعيرة النارية في الهواء ؟؟ هل المقصود احداث ثقوب في السماء عقاباً لله ؟؟
ما المردود الإيجابي لظهور قادة الكتائب وقادة التنظيمات السرية في برامج وثائقية؟؟
برأيي هذه مظاهر عنجهية ومتخلفة, سلبيتها عامة وشاملة ولا إيجابية تذكر .
الإعلام الفلسطيني السياسي دأب على إظهار المقاومة الفلسطينية غيرممسلحة, على عكس الجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح والطائرات, لاظهار الفارق العسكري بين الفريقين وما تتصف به اسرائيل وجيشها بالسادية والارهاب الموجه الى شعب اعزل , يقاوم بصموده وبسلاحه الابيض. ياسر عرفات كان القائد الرئيسي لكتائب شهداء الأقصى, ومع ذلك ظل ينكر دعمه لهذه الكتائب ليس تهرباً من المسؤولية كما يظن الجاهلين, وانما حمايةً للنهج السياسي المحاور, وكذلك حماية لرموز السلطة, واخيراً حماية وزيادة في فعالية دور هذه الكتائب بعيداً عن مسؤولية المفاوضات وتبعاتها. اي انه كان يدعم ويعمل على النهج المفاوض بيد والعمل المسلح بيد , تماماً عملاً وتنفيذاً لمقولته في الثالث عشر من نوفمبر 1974 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حين قال "جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي.. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين". هذا ما يجب ان يكون عليه الإعلام والخطاب الفلسطيني المقاوم, لا ان يتصدروا الشاشات بأسلحتهم باستعراض للعضلات, مما يشير الى غياب القيادة الواعية والوطنية, فحال المقاومة والسلاح اشبه بحال ( حارة كل من ايدو إلو), فهذا السلاح وهؤلاء المرتزقة المسلحين يضربون بعرض الحائط المصلحة الوطنية وأساسيات النضال الفلسطيني, من الحري بهم تنظيم صفوفهم والعمل السري المنظم, ان كانوا يريدون المقاومة, وإلا يكفي استهتار وعنجهية, كفانا شرذمة, كفانا تخلف ومزايدة , لتبقى قضيتنا بعيدة عن مزايدة المرتزقة أمثال ابو موسى, مشعل, نصر الله , نجاد, حماس, جهاد إسلامي وغيرهم ممن يريدون الاحتماء خلف مسيرتنا النضالية, فليصمتوا جميعاً كما صمتوا دهراً وكانوا كالفئران في الجحر أيام كانت القضية الفلسطينية بين يدي حاميها, وكانت قضية كل وطني غيور.
No comments:
Post a Comment