جاء نصر الله ولكن أين الفتح وأخواتها ؟؟
أُلحِقَت عملية " كرم أبو سالم " في جنوب فلسطين المحتله 25-6, بعملية لحزب الله12-7 , في الشمال الفلسطيني , التي أسفرت عن اسر الحزب لجنديين اسرائيليين, وحسب ما جاء في تحليلات الخبراء العسكريين وغير العسكريين, وايضاً غير الخبراء , المهم اجمع الجميع على ان العمليتين لهما ذات البصمة والتوقيع . ومما لا شك فيه ان العملية الأولى تشكل تتطوراً نوعياً في نهج المقاومة التي تنتهجها حماس والجهاد الاسلامي , وذلك بعد أن دأبت كلتيهما على انجاز عمليات استشهادية , حصدت الاسرائيلين اينما حلوا , والفلسطينيين في بعض الأحيان, ولكن لا يهم .. فالفلسطيني يقتل دائماً بلا حساب او كتاب , في حله وترحاله," وكم واحد زيادة ما بيخسروا القضية , وكله فدا فلسطين" , المهم ان العملية نفذت, وردت اسرائيل بشراسة كعادتها, ومن الطبيعي أن اي رد سيكون شرساُ , 11 يوماً دموياً مضافاً الى تاريخ الفلسطيني عموماً وفلسطينيي غزة خصوصاًً, تلك المذابح التي حصدت 120 شهيد, قتلوا تحت ردم منازلهم بعد قصفها بالطائرات والدبابات, أيضاً لا مشكلة طالما أن الفلسطيني يُقتَل بلا عائد , ف120 او 130 زيادة على عشرات الالوف المذبوحين لا تشكل أزمة, فنحن منذ بداية القرن العشرين مجرد عدد, عدداً حين كان يرزح تحت الانتداب البريطاني, عدداً في مواجهة عصابات الهاغانا , عدداً على المعابر العربية الشكيكة ( الشقيقة) وغير الشكيكة , وهو أيضا كان ولا يزال عدداً في الخيمة. هذا همٌ يسير مما يعايشه الفلسطيني يومياً. لذا فالأمر الذي لم اتفهمة لغاية اللحظة هو ردة فعل الشارع الفلسطيني والمقاومة على اختلاف شعابها, وذلك بعد عملية حزب الله , وبداية الاعتداء على لبنان وتدميره. فجميع التنظيمات المقاومة في فلسطين كانت صامتة صمت القبور, باستثناء بعض المواطنين الذين خرجوا في مسيرات ومظاهرات, رفعوا صوتهم تأييداً للمقاومة ولبنان. أحترم هذه الفعاليات ولكنها لا تكفي لرفع صوت الشعوب الى ضمير العالم . لكن السؤال المُلح هو: ما الذي كان يتوجب على التنظيمات الفلسطينية المقاومة القيام به في ظل تلك الظروف ؟؟تزامناً مع نزوح المستعمرين من شمال فلسطين المحتلة الى وسطها وجنوبها ( تل أبيب, نتانيا , يافا , الرمله, النقب.. ), لماذا لم تقم حماس بعمليات استشهادية في هذه المناطق التي لطالما كانت مسرحاً لعملياتها ؟؟ حجتهم أن المناطق الفلسطينية طوقت بنطاق أمني مشدد , وضيقت حركة المرور على الحواجز, هذا صحيح.. ولكن متى لم تكن المدن والقرى الفلسطينية محاصرة ومطوقة بالأليات والجنود الاسرائيليين ؟! , منذ متى كان سهلاً عبور الحواجز ؟! ورغم ذلك استمرت العمليات وتنوعت. أم أنه ساعة يريدون يجدون السبيل وساعة لا يرغبون يكون هناك حصار !!!! الم يكن من الأجدى بهم المبادرة بتنفيذ عمليات داخل نتانيا وحيفا أو اي مدينة اسرائيليية ؟ ليفهموا هؤلاء المستعمرين ان لم يفهموا بعد أن فلسطين تشتعل تحت اقدامهم , شمالاً وجنوباً , اضافة الى الدعم المعنوي للمقاومة والمواطن الفلسطيني واللبناني. مما يعني أن هذا الوقت تحديداً هو الأنسب لعمليات تهز هؤلاء وحكومتهم . ليس حين يكون الحوار الفلسطيني بين الفصائل والسلطة قائم نوقفه, ليس عندما تتواجد الوفود الداعمة للمطالب والشعب الفلسطيني , نقوم بتفجيرات لا أهداف سياسية من وراءها, بل على العكس من ذلك تُفقد النشاط السياسي ما اكتسب من مواقف داعمة, وعندما تسنح الفرصة بوجود مقاومة اقليمية الى جانب الانتفاضة الفلسطينية القائمة أصلاً , نستبدل السلاح بالريموت كنترول ؟؟!!! " عن جد تخنتوها " .نأتي لفتح وبقية التنظيمات التي ما فتئت تتفرع وتتعدد, واليسارية من ضمنها بالطبع. أين كنتم وماذا فعلتم ؟؟ منذ 7 شهور خرجتم من تجربة الانتخابات التشريعية بخسارة غير مسبوقة أو متوقعة, فيما عدا حركة حماس التي هي أيضاً لم تتوقع الفوز , جميعكم حملتم الناخب مسؤولية الفشل , علماً بأن صَوته في صندوق الاقتراع كان بمثابة العملية الانتحارية , ليعلن لكم ولفتح على وجه الخصوص, يأسه من سلوكيات التنظيمات المتخبطة مع ذاتها, ونقمته على كل من يمكن أن يتلاعب بمصيره . رغم ذلك استمريتم بالتمادي والنأي بتنظيماتكم عن الأهداف والتطلعات الفلسطينية , غير أبهين أو مدركين لما يجري في فلسطين, من استنزاف للطاقة الشعبية وقدرتها على الصمود والتصدي , غير قادرين على بلورة نهج وطني موحد يعيد لنا وان الشيء اليسير من حقوقنا المسلوبة. أحدث اخفاقاتكم كانت حين لم تلحظوا أن ما يجري في لبنان من قتل وتدمير, ما هو الا محاولة صهيونية امريكية بمباركة عربية ودولية , لتدمير نهج مقاومة المغتصب للحقوق الوطنية والانسانية, عملية قمع أخرى تجري خارج فلسطين وعلى مشارفها , لم تدركوا أنه لا ضير من مساندة ودعم المقاومة, دون الانتماء لحزب الله أو حتى الاختلاف معه, فليكن.. لأن الحزب شيء والمقاومة شيء أخر, لم تجرؤا على انتهاز فرصة دعم تلك المقاومة, ان لم يكن لصالحها وهي التي تتصدى بدورها لاسرائيل , أو تحصيناً ودفعاً للمقاومة الفلسطينية , على الأقل لصالحكم انتم , لكي تستعيدوا شيئاً من تواجدكم في الساحة الفلسطينية وتستقطبوا شعباً يئس منكم فاسقطكم من حساباته منذ زمن . الا انكم اكتفيتم بالتذاكي والتساؤل الساذج عن متى ستوقف اسرائيل عدوانها على لبنان؟ وكم شهيداً سيسقط في الجنوب؟ وكم عدد الاحتياط الذي دفعت به اسرائيل الى الجبهة؟ واكتفيتم بتنشيط ذاكرتكم العسكرية نظرياً .لماذا لم تحاولوا وان بعضاً منكم , أن يستعيد شيئاً من مبادئه أو ميثاقه المقاوم ؟ لماذا لم يحاول احد استعادة دوره الطبيعي في توجيه ضربة لاسرائيل من داخل فلسطين ؟في 1987قتل في غزة 5 عمال فلسطينيين ضربتهم شاحنة اسرائيلية. بعد تشييع الشهداء عمت الاضرابات كامل قطاع غزة وامتدت لمدن وقرى ومخيمات الضفة . دون تخطيط او قيادة توجهها او تنظمها , واستمرت المواجهات مع الاسرائيليين لعدة أيام دون انقطاع أو توقف, لا بل كان سقوط الشهداء والمصابين يؤججها كالنار في الهشيم . فكانت انتفاضة شعبية بمشاركة جميع الفئات. وعَينُ المناضل أبو جهاد من أخر محطات تشرده (تونس) ترقب فورة الغضب لحظة بلحظة ,فبالرغم من حالة الخمول والتماهي مع الواقع التي ميزت الشعب الفلسطيني لفترة خلت, الاانه استشف من الأحداث, نهضة شعبية كأنها الخروج من الرماد , فسارع للإتصال بشبيبة الانتفاضة وشكل قيادة هرمية لقيادتها . فكان البيان الأول الممهور بإسمها . استمرت الانتفاضة بزخم شديد صيفاً شتاءً, بتنظيم وأداء أدهش الجميع وعصي على اسرائيل, مما شكل وجه فلسطين من جديد وأعاد قضيتها الى صدارة الأحداث والنشاط السياسي .ذاك أبو جهاد الذي ناضل وقاد واستشهد فأين أنتم منه ؟!!!!!فتح الغارقة في حساباتها الشخصية , لم تُجير تاريخها وخبرتها لادارة الصراع مع العدو , بل وجهت امكانياتها لتطويع الفلسطيني واخضاعه لمشروعها الأوحد ( السلطة ) , فابتعدت عنه استخفافاً وانسلخ عنها ناقماً .حماس والتنظيمات الأصولية المأجورة بداية ونهاية , تتخبط ما بين ميثاقها وبياناتها , الحركة التي قامت على شعار ازالة العدو الصهيوني من على أرض فلسطين, اصبحت اليوم وبعد توليها الحكومة تنادي بهدنة مع اسرائيل لمدة تتراوح بين 10-30 عاماً , ولا زالت تقول انها لا تعترف باسرائيل . اليسار الفلسطيني رأس بلا جسد , فلا زالت القيادة التاريخية تترأس حزباً ينادي بالتغيير والديموقراطية , في حين فرغت هذه الأحزاب من الكوادر , وهي أبعد ما يمكن عن التغيير, فلا زالت تراوح مكانها ,ناهيك عن أنها لا تحرك ساكناً في النشاط السياسي داخل أو خارج الوطن , علماً بأنها أول تنظيم وأقدم تيار سياسي ظهر في فلسطين.وعطفاً على ما سبق أقول : أن حال الكوادر كحال قياداتها , لم تئُل على نفسها جهد اصلاح ما فسد , بل تاهت في دوامة التنافس فيما بينها لتحصيل الرتب التنظيمية , فساد نهج المحسوبية والدسائس, تراكم الكم على حساب النوعية, التي يفترض أن تكون واعية وناقدة لسير ونهج التنظيم , لكنها اكتفت بالتنظير وتصدير الشعارات , بمعزل عن النبض الفلسطيني وأهدافه الوطنية , وبدل أن يكونوا أداة تغيير وتطوير, صاروا عبئاً على البرامج الوطنية , ففي الحين الذي تحتاج فيه القضية الفلسطينية لموقف فلسطيني موحد جامع , وتشكيل جبهة داخل فلسطين لمواجهة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي , نراهم يزدادون شرذمةً وتناحراً فيما بينهم طمعاً في حكومة أو سلطة أو تمثيلاً نيابياً, وصاروا شر تمثيل لأنبل قضية وأقوى شعب, فلا مجال لاصلاحهم والعت ينخر فيهم .هذا هو واقع المقاومة الفلسطينية أحزاباً وكوادراً , المقاومة التي لم ترَ في حرب لبنان سوى نزاع اقليمي هم بمعزل عنه وبحكم المتفرج عليه, عينهم على سياسة اسرائيل ترقب مدى بطشها, وشعاراتهم مع مقاومة في لبنان تركوها تنزف دونهم, راهنوا على انتصار القوة الاسرائيلية في وجه حق المقاومة والنضال , الذي كان يوماً طريقهم وضلوا عنه , لم يعبروا عن ارادة الجماهير الفلسطينية بل تمادوا استخفافاً به ومزايدة على أهدافه ورؤيته الوطنية. لذا لم تحرك فتح ساكناً وبقيت في غيها ونزاعها المحموم لأجل الحكومة. لم تَخِف حماس ومن معها لدعم ومشاركة نهجٍ يدعون تبنيه قلباً وقالباً . وذاك الأحمر صبغة دون فحوى يبقى في سباته والذم فيه كفر . فيا من انحرفتم عن الخط الفلسطيني وأهدافه الوطنية, يا من جيرتم شعب وأرض وقضية فلسطين لأهوائكم وأهواء اسيادكم , نحن الرافضين حكومتكم وسلطتكم , نسقط شرعيتكم, ونقول لكم آن أن ترحلوا .. احملوا ما معكم من اتفاقيات وخضوع وارحلوا , اتركونا نتشرف بقضيتنا ونعيد لها انسانيتها التي سلبتموها, اتركونا لغبار معركتنا مع عدونا ولا تكونوا خناجرأ في ظهورنا
أُلحِقَت عملية " كرم أبو سالم " في جنوب فلسطين المحتله 25-6, بعملية لحزب الله12-7 , في الشمال الفلسطيني , التي أسفرت عن اسر الحزب لجنديين اسرائيليين, وحسب ما جاء في تحليلات الخبراء العسكريين وغير العسكريين, وايضاً غير الخبراء , المهم اجمع الجميع على ان العمليتين لهما ذات البصمة والتوقيع . ومما لا شك فيه ان العملية الأولى تشكل تتطوراً نوعياً في نهج المقاومة التي تنتهجها حماس والجهاد الاسلامي , وذلك بعد أن دأبت كلتيهما على انجاز عمليات استشهادية , حصدت الاسرائيلين اينما حلوا , والفلسطينيين في بعض الأحيان, ولكن لا يهم .. فالفلسطيني يقتل دائماً بلا حساب او كتاب , في حله وترحاله," وكم واحد زيادة ما بيخسروا القضية , وكله فدا فلسطين" , المهم ان العملية نفذت, وردت اسرائيل بشراسة كعادتها, ومن الطبيعي أن اي رد سيكون شرساُ , 11 يوماً دموياً مضافاً الى تاريخ الفلسطيني عموماً وفلسطينيي غزة خصوصاًً, تلك المذابح التي حصدت 120 شهيد, قتلوا تحت ردم منازلهم بعد قصفها بالطائرات والدبابات, أيضاً لا مشكلة طالما أن الفلسطيني يُقتَل بلا عائد , ف120 او 130 زيادة على عشرات الالوف المذبوحين لا تشكل أزمة, فنحن منذ بداية القرن العشرين مجرد عدد, عدداً حين كان يرزح تحت الانتداب البريطاني, عدداً في مواجهة عصابات الهاغانا , عدداً على المعابر العربية الشكيكة ( الشقيقة) وغير الشكيكة , وهو أيضا كان ولا يزال عدداً في الخيمة. هذا همٌ يسير مما يعايشه الفلسطيني يومياً. لذا فالأمر الذي لم اتفهمة لغاية اللحظة هو ردة فعل الشارع الفلسطيني والمقاومة على اختلاف شعابها, وذلك بعد عملية حزب الله , وبداية الاعتداء على لبنان وتدميره. فجميع التنظيمات المقاومة في فلسطين كانت صامتة صمت القبور, باستثناء بعض المواطنين الذين خرجوا في مسيرات ومظاهرات, رفعوا صوتهم تأييداً للمقاومة ولبنان. أحترم هذه الفعاليات ولكنها لا تكفي لرفع صوت الشعوب الى ضمير العالم . لكن السؤال المُلح هو: ما الذي كان يتوجب على التنظيمات الفلسطينية المقاومة القيام به في ظل تلك الظروف ؟؟تزامناً مع نزوح المستعمرين من شمال فلسطين المحتلة الى وسطها وجنوبها ( تل أبيب, نتانيا , يافا , الرمله, النقب.. ), لماذا لم تقم حماس بعمليات استشهادية في هذه المناطق التي لطالما كانت مسرحاً لعملياتها ؟؟ حجتهم أن المناطق الفلسطينية طوقت بنطاق أمني مشدد , وضيقت حركة المرور على الحواجز, هذا صحيح.. ولكن متى لم تكن المدن والقرى الفلسطينية محاصرة ومطوقة بالأليات والجنود الاسرائيليين ؟! , منذ متى كان سهلاً عبور الحواجز ؟! ورغم ذلك استمرت العمليات وتنوعت. أم أنه ساعة يريدون يجدون السبيل وساعة لا يرغبون يكون هناك حصار !!!! الم يكن من الأجدى بهم المبادرة بتنفيذ عمليات داخل نتانيا وحيفا أو اي مدينة اسرائيليية ؟ ليفهموا هؤلاء المستعمرين ان لم يفهموا بعد أن فلسطين تشتعل تحت اقدامهم , شمالاً وجنوباً , اضافة الى الدعم المعنوي للمقاومة والمواطن الفلسطيني واللبناني. مما يعني أن هذا الوقت تحديداً هو الأنسب لعمليات تهز هؤلاء وحكومتهم . ليس حين يكون الحوار الفلسطيني بين الفصائل والسلطة قائم نوقفه, ليس عندما تتواجد الوفود الداعمة للمطالب والشعب الفلسطيني , نقوم بتفجيرات لا أهداف سياسية من وراءها, بل على العكس من ذلك تُفقد النشاط السياسي ما اكتسب من مواقف داعمة, وعندما تسنح الفرصة بوجود مقاومة اقليمية الى جانب الانتفاضة الفلسطينية القائمة أصلاً , نستبدل السلاح بالريموت كنترول ؟؟!!! " عن جد تخنتوها " .نأتي لفتح وبقية التنظيمات التي ما فتئت تتفرع وتتعدد, واليسارية من ضمنها بالطبع. أين كنتم وماذا فعلتم ؟؟ منذ 7 شهور خرجتم من تجربة الانتخابات التشريعية بخسارة غير مسبوقة أو متوقعة, فيما عدا حركة حماس التي هي أيضاً لم تتوقع الفوز , جميعكم حملتم الناخب مسؤولية الفشل , علماً بأن صَوته في صندوق الاقتراع كان بمثابة العملية الانتحارية , ليعلن لكم ولفتح على وجه الخصوص, يأسه من سلوكيات التنظيمات المتخبطة مع ذاتها, ونقمته على كل من يمكن أن يتلاعب بمصيره . رغم ذلك استمريتم بالتمادي والنأي بتنظيماتكم عن الأهداف والتطلعات الفلسطينية , غير أبهين أو مدركين لما يجري في فلسطين, من استنزاف للطاقة الشعبية وقدرتها على الصمود والتصدي , غير قادرين على بلورة نهج وطني موحد يعيد لنا وان الشيء اليسير من حقوقنا المسلوبة. أحدث اخفاقاتكم كانت حين لم تلحظوا أن ما يجري في لبنان من قتل وتدمير, ما هو الا محاولة صهيونية امريكية بمباركة عربية ودولية , لتدمير نهج مقاومة المغتصب للحقوق الوطنية والانسانية, عملية قمع أخرى تجري خارج فلسطين وعلى مشارفها , لم تدركوا أنه لا ضير من مساندة ودعم المقاومة, دون الانتماء لحزب الله أو حتى الاختلاف معه, فليكن.. لأن الحزب شيء والمقاومة شيء أخر, لم تجرؤا على انتهاز فرصة دعم تلك المقاومة, ان لم يكن لصالحها وهي التي تتصدى بدورها لاسرائيل , أو تحصيناً ودفعاً للمقاومة الفلسطينية , على الأقل لصالحكم انتم , لكي تستعيدوا شيئاً من تواجدكم في الساحة الفلسطينية وتستقطبوا شعباً يئس منكم فاسقطكم من حساباته منذ زمن . الا انكم اكتفيتم بالتذاكي والتساؤل الساذج عن متى ستوقف اسرائيل عدوانها على لبنان؟ وكم شهيداً سيسقط في الجنوب؟ وكم عدد الاحتياط الذي دفعت به اسرائيل الى الجبهة؟ واكتفيتم بتنشيط ذاكرتكم العسكرية نظرياً .لماذا لم تحاولوا وان بعضاً منكم , أن يستعيد شيئاً من مبادئه أو ميثاقه المقاوم ؟ لماذا لم يحاول احد استعادة دوره الطبيعي في توجيه ضربة لاسرائيل من داخل فلسطين ؟في 1987قتل في غزة 5 عمال فلسطينيين ضربتهم شاحنة اسرائيلية. بعد تشييع الشهداء عمت الاضرابات كامل قطاع غزة وامتدت لمدن وقرى ومخيمات الضفة . دون تخطيط او قيادة توجهها او تنظمها , واستمرت المواجهات مع الاسرائيليين لعدة أيام دون انقطاع أو توقف, لا بل كان سقوط الشهداء والمصابين يؤججها كالنار في الهشيم . فكانت انتفاضة شعبية بمشاركة جميع الفئات. وعَينُ المناضل أبو جهاد من أخر محطات تشرده (تونس) ترقب فورة الغضب لحظة بلحظة ,فبالرغم من حالة الخمول والتماهي مع الواقع التي ميزت الشعب الفلسطيني لفترة خلت, الاانه استشف من الأحداث, نهضة شعبية كأنها الخروج من الرماد , فسارع للإتصال بشبيبة الانتفاضة وشكل قيادة هرمية لقيادتها . فكان البيان الأول الممهور بإسمها . استمرت الانتفاضة بزخم شديد صيفاً شتاءً, بتنظيم وأداء أدهش الجميع وعصي على اسرائيل, مما شكل وجه فلسطين من جديد وأعاد قضيتها الى صدارة الأحداث والنشاط السياسي .ذاك أبو جهاد الذي ناضل وقاد واستشهد فأين أنتم منه ؟!!!!!فتح الغارقة في حساباتها الشخصية , لم تُجير تاريخها وخبرتها لادارة الصراع مع العدو , بل وجهت امكانياتها لتطويع الفلسطيني واخضاعه لمشروعها الأوحد ( السلطة ) , فابتعدت عنه استخفافاً وانسلخ عنها ناقماً .حماس والتنظيمات الأصولية المأجورة بداية ونهاية , تتخبط ما بين ميثاقها وبياناتها , الحركة التي قامت على شعار ازالة العدو الصهيوني من على أرض فلسطين, اصبحت اليوم وبعد توليها الحكومة تنادي بهدنة مع اسرائيل لمدة تتراوح بين 10-30 عاماً , ولا زالت تقول انها لا تعترف باسرائيل . اليسار الفلسطيني رأس بلا جسد , فلا زالت القيادة التاريخية تترأس حزباً ينادي بالتغيير والديموقراطية , في حين فرغت هذه الأحزاب من الكوادر , وهي أبعد ما يمكن عن التغيير, فلا زالت تراوح مكانها ,ناهيك عن أنها لا تحرك ساكناً في النشاط السياسي داخل أو خارج الوطن , علماً بأنها أول تنظيم وأقدم تيار سياسي ظهر في فلسطين.وعطفاً على ما سبق أقول : أن حال الكوادر كحال قياداتها , لم تئُل على نفسها جهد اصلاح ما فسد , بل تاهت في دوامة التنافس فيما بينها لتحصيل الرتب التنظيمية , فساد نهج المحسوبية والدسائس, تراكم الكم على حساب النوعية, التي يفترض أن تكون واعية وناقدة لسير ونهج التنظيم , لكنها اكتفت بالتنظير وتصدير الشعارات , بمعزل عن النبض الفلسطيني وأهدافه الوطنية , وبدل أن يكونوا أداة تغيير وتطوير, صاروا عبئاً على البرامج الوطنية , ففي الحين الذي تحتاج فيه القضية الفلسطينية لموقف فلسطيني موحد جامع , وتشكيل جبهة داخل فلسطين لمواجهة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي , نراهم يزدادون شرذمةً وتناحراً فيما بينهم طمعاً في حكومة أو سلطة أو تمثيلاً نيابياً, وصاروا شر تمثيل لأنبل قضية وأقوى شعب, فلا مجال لاصلاحهم والعت ينخر فيهم .هذا هو واقع المقاومة الفلسطينية أحزاباً وكوادراً , المقاومة التي لم ترَ في حرب لبنان سوى نزاع اقليمي هم بمعزل عنه وبحكم المتفرج عليه, عينهم على سياسة اسرائيل ترقب مدى بطشها, وشعاراتهم مع مقاومة في لبنان تركوها تنزف دونهم, راهنوا على انتصار القوة الاسرائيلية في وجه حق المقاومة والنضال , الذي كان يوماً طريقهم وضلوا عنه , لم يعبروا عن ارادة الجماهير الفلسطينية بل تمادوا استخفافاً به ومزايدة على أهدافه ورؤيته الوطنية. لذا لم تحرك فتح ساكناً وبقيت في غيها ونزاعها المحموم لأجل الحكومة. لم تَخِف حماس ومن معها لدعم ومشاركة نهجٍ يدعون تبنيه قلباً وقالباً . وذاك الأحمر صبغة دون فحوى يبقى في سباته والذم فيه كفر . فيا من انحرفتم عن الخط الفلسطيني وأهدافه الوطنية, يا من جيرتم شعب وأرض وقضية فلسطين لأهوائكم وأهواء اسيادكم , نحن الرافضين حكومتكم وسلطتكم , نسقط شرعيتكم, ونقول لكم آن أن ترحلوا .. احملوا ما معكم من اتفاقيات وخضوع وارحلوا , اتركونا نتشرف بقضيتنا ونعيد لها انسانيتها التي سلبتموها, اتركونا لغبار معركتنا مع عدونا ولا تكونوا خناجرأ في ظهورنا
.
Ziad _ يلا كشوا برااا
powered by ODEO
1 comment:
و الله على راسي ...
Post a Comment