Thursday, January 27, 2005

كتساف يتحدث مع رواد شبكة الإنترنت من العالم العربي

بعد تلقي الأسئلة التي وصلت من دول كثيرة، التقى الرئيس كتساف مع مراسل "Ynet" ووجه له أسئلتكم التي وجهتموها من خلال الموقع. هذه هي أسئلتكم ووإجابات الرئيس كتساف عليها.فتحي، تونس: سيدي الرئيس، من أي دولة وصلت إلى فلسطين ولماذا وصلت إلى فلسطين؟الرئيس كتساف: "وصلت إلى هنا من إيران. تم تهجير عائلتي إلى هناك بعد خراب الهيكل وضياع استقلالنا في حينه. وصلنا إلى هناك قبل مدة طويلة من ظهور المسيحية والإسلام. وقامت عائلتي وآباء أجدادي، لآلاف السنين، بالصلاة للدولة اليهودية وللأماكن المقدسة. ولمدة أكثر من ألفي عام وأكثر، ورغم التفريق بين كل الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم، إلا أننا لم نتخل ولو لثانية عن طموح العودة إلى هنا. لأسفي الشديد، استعدنا استقلالنا بتأخير، لكن بفضل الله عام 1948. لو أننا فزنا بذلك في وقت سابق لكنا وفرنا الكثير من المعاناة، العذاب، الطرد، وأيضًا الكارثة الرهيبة التي وقعت قبل استقلالنا بثلاث سنوات والتي ذبح فيها ستة ملايين على يد النازيين".حسن محمد أيوب، لبنان البقاع: "أنت تتحدث عن السلام وتدعو للسلام في العالم العربي، أريد أن أسأل لو لم يتحقق هذا السلام، ما هو تفكير الدولة الإسرائيلية، أعني ما هي أهدافها في المنطقة لأن هذا السلام من المستحيل أن يتم وهناك مجاهدون يحلمون بالوصول إلى القدس؟الرئيس كتساف: "رغبتنا في السلام راسخة في عمق وعي مواطني دولة إسرائيل. إنها طموحات كل من يوجد في داخله قلب إنساني، طموح طبيعي لكل إنسان طبيعي وعاقل. من يدعو إلى القتل، سفك الدماء، الحروب، وطموح الوصول إلى القدس وحلم تحقيق الطموحات السياسية من خلال سفك الدماء، كل هذه الأمور تعتبر تعبيرًا لأشخاص غير عاقلين لا يوجد لديهم أحاسيس. أنا أومن بالسلام رغم ما قلت. أنا أومن بأن الوعي وطموح تحقيق السلام والواقع الجيوسياسي يتناقض مع ما تقوله. الواقع الجيوسياسي يظهر أن هناك اتفاقية سلام مع مصر والأردن. أنا أومن أننا سنتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وأنا أومن انه رغم أن علاقتنا مع الفلسطينيين متدهورة للغاية، إلا أننا سنصل إلى اتفاق وذلك لأن الفجوات السياسية بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية تعتبر الأقل منذ عام 1967. أنا أومن أننا سنتوصل إلى سلام مع سوريا ولبنان، أيضًا. أنا بطبعي إنسان متفائل جدا".أيمن السميري، القاهرة: السيد الرئيس، موشيه كتساف، هل تعتقد أن الحلول التي لا تستند إلى المعادلة: "جميع أراضي ما قبل العام 67 مقابل كل السلام"، يمكن أن تصمد، خاصة في الأجيال القادمة، خاصة وأن العنف في المنطقة يتغذى من هذا الصراع؟الرئيس كتساف: "لا مبرر للعنف في منطقتنا. لقد شن العالم العربي عدة حروب ضدنا، لكنه لم يحقق أي فائدة منها. وفي كل مرة أجرى فيها العالم العربي مفاوضات سياسية معنا، فإنه حقق إنجازات. كانت لمصر عدة حروب مع إسرائيل ولم تحقق أي حرب منها أي جدوى. في المقابل، فإن مصر حققت مكاسب سياسية وإستراتيجية خلال المفاوضات لم تحققها خلال في جميع الحروب، وكان الأمر كذلك مع الأردن والسلطة الفلسطينية. عشرات السنين من الإرهاب وسفك الدماء لم تحقق شيئا. لقد حققوا مكاسب كبيرة في السلطة الفلسطينية فقط بعد اتفاق أوسلو وخاصة في السنوات السبع التي تلت الاتفاق. وفي اللحظة التي قرروا بها تغيير سياستهم واختيار طريق الإرهاب، أضاعوا جزءًا من إنجازاتهم التي حققوها. لقد مر على توقيع اتفاق أوسلو 11 عامًا. لقد ارتفعت مكانة الفلسطينيين الدولية بشكل كبير في السنوات السبع الأولى بعد الاتفاق، لقد كان وضعهم الاقتصادي والاجتماعي لا مثيل له، طموحاتهم القومية كانت أقرب إلى التحقيق وكانت هناك إنجازات سياسية عظيمة. أما في الأربع سنوات ونصف الأخيرة، فإن وضعهم قد تدهور في كافة المجالات. لأنهم اعتقدوا أنه يمكنهم بواسطة الإرهاب تحقيق مكاسب سياسية. وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه. يجب أن تعي أن الشرط الوحيد لتحقيق الإنجازات هو على طاولة التفاوض. الإرهاب والحروب لن تساعد العالم العربي بشيء. أما بشأن إعادة كل الأراضي، فيجب إجراء مفاوضات، أنا أومن أنه نستطيع التوصل إلى تسوية. على العالم العربي وعلى الفلسطينيين أن لا يتوقعوا تحقيق 100% من طموحاتهم.، وأيضـًا نحن الإسرائيليين يجب علينا أن لا نتوقع تحقيق 100% من مطالبنا".محمد، لبنان: "سؤال واحد يخص اللاجئين الموجودين خارج فلسطين... هل يوجد حل جاهز لهم؟ هل هناك أمل ما بإعادة بعضهم إلى فلسطين (غزة والضفة الغربية)؟ ماذا سيكون الحل؟الرئيس كتساف: "لقد استوعبت إسرائيل في السنوات العشر الأولى من تأسيسها أكثر من مليون لاجئ من الدول الإسلامية. غالبيتهم تركوا جميع أملاكهم في البلاد الإسلامية وهاجروا إلى إسرائيل مشردين. لقد زودتهم دولة إسرائيل بالتعليم، الصحة، الرفاه الاجتماعي، السكن، وأسكنت جميعهم. أحد هؤلاء الأشخاص هو أنا. لقد قدمت إلى إسرائيل بعد قيامها، وحظيت بإشغال منصب رئيس الدولة. في المقابل، لقد ساعد العالم العربي الفلسطينيين لمدة 56 سنة بمليارات الدولارات، وذهبت غالبية هذه الأموال إلى الوسائل القتالية، الدمار والخراب. لقد أسسنا هنا العشرات من البلدات والمدن الإسرائيلية من أجل استيعاب اليهود الذين جاؤوا من الدول الإسلامية. العالم العربي أغنى بكثير من دولة إسرائيل الشابة، الصغيرة والضعيفة من ناحية اقتصادية، ورغم غناه، إلا أن العالم العربي لم يقم بإعادة تأهيل ولو لاجئ فلسطيني واحد، لم يزودهم بالحلول التي زودنها نحن لليهود الذين جاؤوا من الدول العربية"."والآن أيضًا، رغم مرور 56 سنة من معاناة الفلسطينيين فإن إصلاح أوضاعهم ليس متأخرًا ويجب القيام ذلك. يتعين على العالم أجمع أن يتجند من أجل ذلك. وأيضًا يجب على إسرائيل أن تتجند من أجل إصلاح أوضاع اللاجئين في العالم العربي.أما بالنسبة لفكرة عودة اللاجئين إلى داخل أراضي دولة إسرائيل السيادية، فلا يوجد حزب أو زعيم إسرائيلي ولا توجد أي جهة سياسية في دولة إسرائيل مستعدة لقبول ذلك. من الأفضل أن يستفيقوا من حلم عودة اللاجئين. كان هناك واقع مؤلم وصعب ولا يمكن إعادة التاريخ إلى الوراء. يجب إصلاح أوضاع اللاجئين، لكن لا يمكن إعادتهم إلى داخل دولة إسرائيل. الحقيقة هي أنه يوجد في إسرائيل نحو 20% من المواطنين العرب ويتمتعون بمساواة في الحقوق.هم لم يهربوا، هم لم يتعاونوا ضدنا طيلة 56 سنة، والحقيقة أنهم اندمجوا بشكل جيد في المجتمع الإسرائيلي ويتقلدون مناصب مسؤولة. لا نستطيع إضافة لاجئين إليهم. يمكن استيعاب اللاجئين في مناطق السلطة أو في مناطق الدول العربية. يجب على العالم أن يتجند من أجل ذلك".عنان، رام الله: هل تدعم "خطة الفصل" شخصيًا ؟؟الرئيس كتساف: "هناك خلافات سياسية عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي حول هذه القضية. هناك ساسة إسرائيليون يدعمون ذلك، وهناك من يعارضونها. وهناك من يعارض الخطة لكونها أحادية الجانب، وهناك من يعارض الخطة برمتها. أنا كرئيس للدولة، لا أريد أن أكون متورطـًا في خلافات سياسية، أفضل الحفاظ على موقفي لنفسي وأن لا أشارك المواطنين في ذلك".رامز، رام الله - فلسطين: السيد الرئيس... أنا شخصيًا أشكرك على تصريحاتك الإيجابية في شتى المجالات والتي تعبر عن روح التسامح وعن الانفتاحية في التفكير التي تتميز بها أنت عن كثيرين في المجتمع الإسرائيلي. ولهذا السبب أسألك وبكل تواضع عن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين. أو حتى ضد كل من يؤيد قضية فلسطين العادلة( مثال ذلك فرنسا). هل تكون هذه السياسة عادلة برأيك أم أن على إسرائيل أن تغير هذه السياسة لتكسب بذلك دعم مؤيدي السلام من الفلسطينيين والإسرائيليين وغيرهم. وفقكم الله.الرئيس كتساف: "أشكرك على شكرك لي. إننا - وهذه وجهة نظر الحكومة والجيش الإسرائيلي - لا نقوم بعمليات انتقامية ضد الإرهاب أو بممارسات عقاب جماعي. إننا نقوم بممارسات إحباط. تعبير "عمليات إحباط" قد يمس أحيانا بالأبرياء. نحن لا نريد ذلك. هناك أخطاء، هناك حوادث، وعندما تصلنا معلومات استخبارية حول نية تنفيذ عملية إرهابية ضدنا، فإنه من الطبيعي أن نرسل قواتنا من أجل إحباط العملية وليس كي نعاقب. كما أن العمليات العسكرية التي كانت في خان يونس وجنين لم تكن عقابًا. ببساطة كانت هناك استخبارات جيدة وتم إبلاغنا بنوايا تنفيذ عمليات إرهابية من داخل المنازل، وللأسف الشديد، فإن التنظيمات الإرهابية لا تتصرف في الجبهة مثلما يتصرف الجيش في الحرب، إنما من داخل المناطق المأهولة، من داخل المنازل والأحياء السكنية. إننا نضطر إلى إرسال قواتنا إلى المناطق السكنية من أجل إحباط هذه العمليات وليس لتنفيذ عقوبات جماعية"."أنا متأسف جدًا على كل مدني فلسطيني يصاب. عندما أرى امرأة فلسطينية تبكي، فإن ذلك يسبب لي ألمًا شديدًا. أنا اشعر بالأسف لذلك، لكنني أنظر إلى ذلك على أنه حادث أو خلل وليس كجزء من سياسة. هم ليسوا أهدافنا. أهدافنا ليس المدنيين، إنما الإرهابيون الفلسطينيون. أنا لا أرى في الفلسطينيين عدوًا ولا أريد منهم أن يرفعوا راية بيضاء، إنما أريد منهم أن يوقفوا عمليات الإرهاب، وعندئذ، سيتغير الوضع بشكل إيجابي".هشام البرغوثي، السعودية: يا سيد كساف، وأنت تترأس دولة تخوض الحرب تلو الأخرى بغض النظر عن نتائج هذه الحروب إلا أن القتل من كل الأطراف سمة هذه الحرب. إلى متى ستبقى إسرائيل تحصد الموت للجميع، خاصة وأن الفرصة سانحة جدًا لاتفاق سلام مع دول الجوار بما فيها الشعب الفلسطيني؟ ثم إنكم على رأس القيادة في هذه الدولة ولكم قادة عسكريون يمعنون في القتل والاغتيال وهناك مدنيون وأنت وقادتك مسؤولون عن هذا القتل ولم تحاكمكم المحاكم لا المحلية ولا الدولية، إذًا لماذا يتم محاكمة القادة الآخرين مثل مروان البرغوثي وحسام خضر وآخرين. ألا ينطبق هذا على القادة أثناء الحرب على جميع الأطراف؟ هل هذه الديمقراطية التي تتغنى بها دولتكم؟الرئيس كتساف: "أستطيع أن أوجه إاليك السؤال نفسه، وأن أسال العالم العربي. نحن لم نبدأ بحرب يوم الغفران عام 1973، وليس حرب الأيام الستة، كما أننا لم نرغب في تصعيد الانتفاضة. لقد قمنا خلال السنوات الخمس الأخيرة بكل شيء من أجل منع سفك الدماء. لقد قبلنا في السنوات الـ11 الأخيرة بثلاثة قرارات تعتبر تحولاً تاريخيًا في تاريخ الفلسطينيين، ولم نحصل مقابلها على شيء حتى ولو على يوم واحد من الهدوء. القرار الأول كان اتفاقيات أوسلو التي أدت إلى شرخ عميق داخل المجتمع الإسرائيلي. إستعداد حكومة إسرائيل برئاسة يتسحاك رابين للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وإقامة السلطة الفلسطينية. كانت هذه خطة تاريخية لإسرائيل لصالح الفلسطينيين ولم نحصل مقابلها على شيء، ولم ننعم منذ ذلك الحين بيوم واحد من الهدوء. قبل سنة قررت حكومة إسرائيل قبول "خارطة الطريق" التي تضم بندًا يشمل استعداد إسرائيل لتأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، هذا تحول تاريخي. لم توافق أي حكومة إسرائيلية في السابق على الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية. انتظرنا الاحتفالات في العالم العربي، بدلاً من ذلك تلقينا قرارًا بتصعيد الإرهاب. والآن الخروج من غزة وإخلاء المستوطنات. أيضا هذا قرار تاريخي لصالح الفلسطينيين"."إننا نأمل أن يقوم الفلسطينيون بتحول تاريخي.عندما أتحدث عن مقابل من جانبهم، فإنني لا أقصد مقابلا إستراتيجيـًا. إنني أتحدث عن وقف الإرهاب. هذا هو المقابل الوحيد الذي نتوقعه. سيشاهد العالم العربي أنه إذا أوقف الفلسطينيون الإرهاب، فإنه سيطرأ تغيير كبير وستكون هناك بشرى كبيرة ومرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط. وإذا واصلوا الإرهاب، فليس لدينا من مبرر إلا مواصلة محاربة الإرهاب. على أحد ما أن يوقف الإرهاب. يتعين على أحد ما أن يوقف العمليات ضد حافلات الركاب وضد المقاهي والمطاعم. إذا لم تفعل القيادة العربية ذلك، وإذا لم تقم المساجد بدورها، وهي تعد مركزًا للتحريض ضد إسرائيل واليهود وتشجع الأعمال الإرهابية. وإذا قامت الدول العربية بتشجيع عائلات الإرهابيين بواسطة الأموال التي تعتبر محفزًا لتنفيذ عمليات انتحارية، وإذا جاؤوا لتنفيذ عمليات باسم الله من أجل قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولن يقنعني أحد بأن القرآن أمر بذلك وهذه رغبة إلهية، إذًا فإنه من الواضح أننا سندافع عن أنفسنا. نحن لا نريد سفك دماء أحد ولا نريد الحروب".عبد الرحمن، غزة: " سيدى الرئيس، أنا من غزة وأسكن فى مخيم متزوج ولى ثلاث أطفال. أطلق الجيش الإسرائيلى النار علي وأنا عمرى 13 عامًا مما سبب لى عاهة مستديمة فى قدمى ولم أتلق أي تعويض، علمًا بأننى لم أرفع قضية لأني لا أعلم أين يتم ذلك وأوضاعى المادية مزرية. أرجو التكرم والمساعدة سوف أتابع "عرب-واينـِت" يوميًا لأرى الرد وكيف أراسلكم. ولكم منى جزيل الاحترام.الرئيس كتساف: للأسف الشديد، فإن مدنيين من الجانبين أصيبوا جراء هذا الصراع. دولة إسرائيل تتحمل المسؤولية وتعنى بتعويض سكانها ومواطنيها. عندما أصيب مواطن تايلندي قبل أسبوع في عملية فلسطينية إرهابية، فإننا لم نطلب من الفلسطينيين تعويضه. نحن بأنفسنا عوضنا مواطنا تايلنديـًا جاء للعمل في إسرائيل. إذا أصيب سياح أجانب هنا، فإن حكومة إسرائيل تعوضهم ويجب أن تفعل السلطة الفلسطينية كذلك. عليها أن تعي أنها تتحمل مسؤولية مواطنيها، وهذا بعض من الثمن الذي ندفعه. ولذلك، يجب عليك أن توجه طلبك إلى السلطة الفلسطينية".سيف بن ذي يزن، صنعاء – اليمن: نرحب بك ونشكرك على إتاحة الفرصة لمخاطبتك. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي الأسباب التي تحول دون التزام إسرائيل بالشرعية الدولية؟ ولماذا لم تقدم حتى هذه اللحظة إسرائيل أوراق اعتمادها إلى الأمم المتحدة؟ التي قامت دولة إسرائيل بموجب قرار صادر عن هذه المنظمة. هل تعتقد سيادة الرئيس أن إحساس الإسرائيليين بحجم الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة يعزز عند الإسرائيليين عقدة الخوف المتأصلة بهم منذ أيام الفراعنة. شكرا لكم مرة أخرى.الرئيس كتساف: "إسرائيل دولة تحترم القانون الدولي. لديها أحد أنظمة القوانين الأكثر تقدمًا وتطورًا في العالم الديمقراطي. دول كثيرة في العالم الحر، في أوروبا وأمريكا، تشيد بنظام القضاء الإسرائيلي بسبب اعتماده على العدل والمساواة. ولذلك، فإن أي خطوة تقوم بها الحكومة الإسرائيلية تخضع لرقابة مستمرة ودائمة من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية. مرات كثيرة تدخلت محكمة العدل العليا الإسرائيلية بقرارات الحكومة وأمرت بتغييرها. أنا لا أعرف حكومة في جميع أنحاء العالم يتدخل المحكمة العليا في قراراتها بشكل كثير كما هو الأمر في إسرائيل. أنا لا أعرف محكمة عليا أخرى في العالم الديمقراطي تتلقى هذا الكم الهائل من توجهات المواطنين من أجل ضمان العدل كما هو في إسرائيل. إنني أقصد العلاقة بين حكومة إسرائيل والفلسطينيين أو علاقة المواطن بسلطة القانون ولا أقصد فقط الشؤون الداخلية والخلافات بين مواطن لآخر"."يؤسفني أنك لا تملك معلومات كاملة عن الصراع الإسرائيلي العربي. يؤسفني كثيرًَا لأنه لا توجد لدينا إمكانية لإجراء حوار بيننا. كنت أرغب في مواصلة الحديث في المستقبل من أجل مواصلة سماع ادعاءاتك، ومن أحل أن تسمع ادعاءاتي أيضًا. لقد قمت بدعوة 17 صحفيًا فلسطينيًا مرتين من أجل التحدث بشكل مباشر مع الفلسطينيين، لأننا لا نملك وسيلة أخرى للتفاوض بيننا. وسائل الإعلام لا تنشر دائمًا تقارير دقيقة وحقيقية حول ما يجري في إسرائيل. أحيانـًا، تخلق وسائل الإعلام ثقافة سلبية حولنا وبالطبع فإن التحريض رهيب ولا يمكننا التعامل مع ذلك. رغم ذلك، أنا مستعد لمواصلة التكاتب مع السائل، إما بواسطة "ArabYnet" أو بوسائل أخرى. ومن الصحيح أنه كانت هناك أخطاء وأحداث منذ قيام الدولة، لكن إستراتيجيًا، سياسة دولة إسرائيل تجاه العالم العربي كانت مد يد السلام. إننا جزء من القانون الدولي ويا حبذا لو أن جاراتنا من الدول العربية تبنت نفس القوانين المتبعة لدينا. ربما كان وجه الشرق الأوسط مختلفـًا"."إننا محاطون بدول عربية، فقدنا ستة ملايين من أبنائنا على يد النازيين، وما زلنا نتعرض لأعمال إرهابية في حافلات الركاب، المقاهي والفنادق، نعاني من الأعمال القاسية ضدنا من قبل العالم العربي. نحن لا نعاني من عقدة نفسية، لكننا مصممون على حماية أنفسنا، الحفاظ على أمننا وعدم السماح لأي جهة عطشة لسفك الدماء من أجل أن تأتي لذبحنا. صحيح أننا نبدي تصميمًا كبيرًا وحزمًا إلا أننا في الوقت نفسه نظهر عزمنا على صنع السلام. خسارة أن العالم العربي لا يرى هذا الجانب فينا، رغبتنا في السلام ، ويرى فينا فقط جانب عملياتنا الحربية لإحباط الإرهاب".دمشقي، سوري: سيدي الرئيس، إنني ابن دمشق واعتبركم أبناء عم وليس أي عداء بيني وبينكم وإنما البعثيون والعلويين يحاولون إبعادنا عن الحقيقه. أريد سماع تعليق بسيط من سيادتكم.الرئيس كتساف: "يوجد ماض يفتخر به في التعاون الكبير والتاريخي بين الإسلام والديانة اليهودية. كما أن معتقداتنا مشتركة. جزء كبير من الشخصيات الواردة في القرآن ترد أيضًا في كتابنا المقدس، التوراة. كان للإسلام واليهود فترة مزدهرة في تاريخ الحضارة الإنسانية. عندما قام العالم المسيحي بطرد يهود أوروبا ، استوعبه العالم المسلم. إننا ننظر بالإيجاب مساعدة الإسلام في إنقاذ اليهود طوال مئات السنوات الماضية. كما هو معروف، فإننا في الأجيال الأخيرة وجدنا في واقع صعب يمكن تغييره، يمكن التغلب عليه. المواطنون في العالم العربي يتعرضون لتحريض أرعن من جانب قادة سياسيين ودينيين، وأنا أشكرك على وجهة نظرك الواقعية. آمل أن يستفيق هؤلاء الساسة ويفهموا أن الطريق الوحيدة لمساعدة الشعوب العربية تكمن في صنع السلام".سليمان، مجدل شمس: لماذا هذا التجاهل للمبادرة السورية؟ مع العلم أن جميع المعاهدات السلمية بينكم وبين الدول العربية تم احترامها من هذه الدول.الرئيس كتساف: "المشكلة هنا أن الرئيس السوري يتحدث بصوتين. بصوت واحد يتحدث عن رغبته في السلام، لكنه بصوته الآخر يقول إن لديه شروطـًا مسبقة. إنه يريد مواصلة المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها، ولا أحد يعلم أين هي هذه النقطة، لأنها تخضع للجدل. إنه يتعاون مع حزب الله أكثر مما فعل أبيه، لقد قام الأسد بتعزيز علاقاته مع إيران التي أصبحت أكثر دولة عدوة وخطرة على إسرائيل ويتحدث عن إبادة دولة إسرائيل، ما لم يقدم على فعله والده. إن الرئيس الأسد يسمح للتنظيمات الإرهابية الفلسطينية في دمشق بتوجيه تنفيذ عمليات معادية لنا هنا. العملية الصعبة التي وقعت قبل ثلاثة أشهر في مدينة بئر السبع، اتضح أن الأوامر خرجت من دمشق. إننا نتوقع هنا أن يعطينا الأسد إشارة ما أن نواياه جدية. هناك في إسرائيل من يعتقد أن الأسد موجود تحت ضغوطات دولية كبيرة، وهو يبحث عن ملاذ له من خلال التحدث عن السلام مع إسرائيل. أنا أتوقع أن يقوم الأسد باتخاذ خطوات تثبت أنه صادق بنواياه، وأنا متأكد أن إسرائيل سترد حينها بشكل إيجابي".الأستاذ أحمد، الإمارات (مدرس فلسطيني مغترب): أحيي السيد رئيس دولة إسرائيل كما أحيي رئيس دولة فلسطين المنتخب القادم. سؤالي: هل سيصبح حلمي حقيقة في يوم من الأيام إذا شاهدت عائلة إسرائيلية يهودية تقوم بزيارة عائلة فلسطينية في فلسطين المستقلة، وتحل ضيفة عليها وتقيم في بيتها لمدة شهر من السمر والفرح والعكس صحيح، يا فخامة الرئيس السيد موشيه كتساف!!الرئيس كتساف: "أعتقد أن هذا سيحدث قريبًا. الحلم ليس بعيدًا. كنت مرة رئيس سلطة محلية قبل تسلم حزب "الليكود" للحكم في إسرائيل، قبل عام 1977. كرئيس سلطة استضافني رئيس بلدية نابلس في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين. لقد أقاموا لي حفلا كبيرًا هناك. إنني أذكر اللافتات التي رحبت بوصولي. لقد استضفت نظيري النابلسي وكبار وجهاء مدينة نابلس ومخيم بلاطة عندي في "كريات ملاخي" قرب حيفا. وأقمت على شرفهم حفلة كبيرة جدًا. لدي صور وأفلام من ذلك اللقاء. كانت فترات أخرى وأعتقد أنه في نهاية الأمر سيكون هناك تحول وسوف نستطيع صنع السلام بيننا. أنا أؤكد لك أنه إذا أوقف الفلسطينيون الإرهاب، فإن حلمك سيتحقق بسرعة أكثر مما كنت تفكر".سميرة، سبارة: فخامة الرئيس: هل لفخامتكم إعطاءنا تصوركم عن الوضع العام في المنطقة كيف سيكون بعد عشر سنوات. أرجو من فخامتكم تضمين الإجابة جميع النقاط الدالة ما استطعتم. مع الشكرالرئيس كتساف: "أومن أنه بعد 10 سنوات من الآن سيتحقق سلام مع جميع دول المنطقة. أنما أومن بأن السلام مع مصر والأردن سيتحسن بشكل كبير وكذلك الأمر مع سوريا ولبنان. أنا أومن أن تعاونـًا اقتصاديًا مثمرًا سيؤدي إلى ازدهار حضاري للمنطقة كلها. سيأتي إلى منطقتنا سياح من جمع أنحاء العالم، سنكون أحد أكثر الأماكن السياحية في العالم قاطبة وسوف نستطيع تحطيم الأرقام القياسية لكل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا. سيأتي إلينا سياح لرؤية المكان الذي ولدت فيه الديانات الثلاث. اليهودية قبل 4000 عام، المسيحية قبل ألفي عام والإسلام قبل 1400 عام. سيأتون لرؤية المدن القديمة التي بنيت قبل آلاف السنوات"."أعتقد أنه سيكون هناك تعاون علمي لحل المشاكل الحقيقية للمنطقة والتعاون مع مشكلة التصحر في المنطقة وإيجاد حلول لأمراض صعبة وتقليص الفقر في منطقة الشرق الأوسط. لأنه بدلاً من تخصيص ميزانيات ضخمة لتحديث الوسائل القتالية، فإن العقول المفكرة ستحاول إيجاد حلول إبداعية لتقليص الفقر ومقاومة التصحر، وإلى ذلك. أنا أومن أن هناك جهات علمية في العالم العربي لم تحصل على فرصتها في تحقيق ذاتها. أنا فخور بفوز عالمين إسرائيليين هذا العام بجائزة نوبل للكيمياء. أنا أومن بأن التعاون بين مؤسسات علمية لبلدان الشرق الأوسط سيؤدي إلى أن نصبح إحدى أكثر المناطق الغنية والمتطورة في جميع أنحاء العالم".ولاية ثانية: إلياس، حيفا: هل ينوي السيد كتساف أن يترشح لولاية ثانية... ؟ وهل يجوز هذا؟ ثم هل باستطاعة السيد كتساف أن يفعل شيئا حقًا رغم صلاحياته المحدودة؟!!الرئيس كتساف: "لقد مر القانون الإسرائيلي بتغيير ويتم انتخاب الرئيس لولاية واحدة لمدة سبع سنوات. لا أنوي الرجوع إلى الحياة السياسية بعد ذلك. أعتقد أن رئيس الدولة يعتبر سلطة رسمية عليا غير سياسية تعبر عن رغبة جميع المواطنين وأتحدث باسم الإجماع الوطني. علاقاتي الجيدة بكافة قادة الأحزاب وكوني شخصية غير سياسية تمنحني بالطبع أدوات هامة جدًا للتأثير على ما يجري في الدولة".

No comments: