Thursday, January 18, 2007

أعطوني حل


من كم يوم كنت في ممر المنزل أتوجه لغرفة المعيشة , ما لقيت الا جرير (5 سنوات) حامل عصا المكنسة بعد أن لفها بلاصق أسود , معترضاً طريقي بحجة منعي من الدخول وطلب مني اظهار الهوية , ضايقتني الفكرة جداً وعصبتني , لدرجة اني رفعت العصا ودخلت من دون ما احكي شي ,, حضرته كان مُصر لحقني وترجاني ألعب معه وأجاريه, وافقت بسهوله أدهشت الحاضرين وجيري نفسه , المهم رجعت للممر ووقفت على الحاجز المزعوم , وجيري طلب مني الهوية بلهجة الأمر ممزوجة بالغضب , جاوبته ما معي هوية , صرخ علي واعاد الطلب بلهجة التهديد , مسكت برقبته وقلت له هادا بيتي وانا حرة اروح وين بدي وايمتى ما بدي وانت مش مكانك هون , رفع في وجهي عصا تانية كانت على كتفه , وهددني فيها , واجهته بنفس القوة , واستمر الوضع ما بين صد ورد الى أن أطلق النار علي ..
الليلة وقبل ساعات الفجر دخل الجنود الاسرائيلين بالياتهم وتمركزوا في المنطقة المحيطة بالمنزل , طبعاً كان في طيران واطلاق قذائف وحركة اعتقالات وفي مقاومة , لغاية الساعة 10 صباحاً . منذ قليل دخل جيري مسرعاً الى الغرفة , صارخاً اقتحام .. اقتحام ,, وعاث في الغرفة فساداً , مشهد قهرني وحكيت مع حالي بصوت عالي" شو هالمصيبه انو عم يلعبوا بمأساتنا ويتعودوا عليها ؟!!مرفوض انهم يتقبلوها بالهشكل , اعترضت سوسو وجاوبتني " الأطفال بيلعبوا الواقع المُعاش" .. الأن هو يفاوض أخوه (9سنوات) ليكون الحارس الثاني في لعبة الرئيس والأباضاي (هو الأباضاي)..
صفنت في الموقف شوي ووجدت انني ما انتصرت عليه في لعبة الحاجز وما عبرت الغرفة , وهو ما تعلم شي من موقفي اتجاهه , بدليل انه ترأس شعبة الاقتحام , بمعنى أخر لم تتغير الصورة أمامه عن الواقع في شيء, ولا زلت أرفض أن ارى أطفالنا يتقبلون فكرة الحواجز وقوة الجنود في الاعتداءات ويتقمصونها ..
اذن شو الحل ؟؟!!!

1 comment:

Anonymous said...

المشهد اللي عم توصفيه عم يتكرر كل يوم وكل لحظة ، ومش سهل أبدآ يتجاوب عليه بهالبساطة. وعبساطتو وقفت محتارة فعلآ وفكرت، هالولاد هني أطفال بيشوفوا شو عم يصير قدامهم .. وأكيد تأثيرهالإشيا عليهم كبير ومن الطبيعي إنها تعلق براسن وأسهل طريقة تا يعبّروا فيها عن ردات فعلن ومشاعرهن هي باللعب. هالطفل خيالو واسع كتير وقادر على الإبتكار والتفنن ولما عم يلعب ما بيكون عم يفكر بمغزى المشهد ولا كيف عم يأذيه.. بيكون عم يقلّد وهمّو كيف يربح اللعبة ويثبت قدرته إنو انتصر يمكن حتى على مخترع المشهد في بعض الأحيان!

حتى مشاهد الأخبار على التلفزيون مدى تأثيرها وأذاها عالأطفال أكثر من فيلم رعب.. الطفل بيعرف إنو الفيلم تمثيل.. إنما الأخبار هي حقيقية.. فمنوقف محتارين.. بين إنو لازم يشوفوا شو عم بيصير تا يعرفوا ياخذوا حقهم..وبنفس الوقت مننقهر ومنتعذب لأننا عارفين إنهم عم يتأذوا بجميع الأحوال!

ذنبهم أو ذنبك تنقتلي عالحواجز إنو قدركن أنكن تعيشوا بهيك بلد وبهيك وضع..بس لو أنا محلّك.. كنت بستمر بالرفض.. وبسأل متلك.. وين الحل؟