Monday, May 1, 2006

الوحيدة

ضرغام مسروجة فلسطيني مُشَرَد

كما كنتِ دوماً

وحيدة ً , لا أهلَ لأهلكِ القابعينَ بين سدّ وسدّ

تكبرين في حضن التضحيات

وحيدةً دوماً , لا أخَ , لا عم , لا جدْ

متروكةً .. للكلام المنمق والخطب المعتقة

لا سيف في الكف ولا جدٌ في أمر العمومة ردْ ز

ولأن الله اختارك أرضاً للمحشر والمنشرْ

وأنبتَ فيكِ نساءً

يلدن الفداءَ في صورة البشر الميّت الحّي

لتكوني أطهر ,

تستحقين الدماء التي سالت نهراً في المخيم .

فغدا يبعثُ الله من صلصال الركام

فتىً يعرف كيف يأخذ الثأر للمأتْم .

أنت صاريةُ مركبنا المكسور

تبحرين في أرواحنا , غاضبة ً على موت إخوتكِ

كالخنساء , رغم زوال النور في العينين لم تُهزم .

وأنت النهوض من الزوال

كالفينق , رغم الحريق الآتي على الحجر , الشجر , البشر

تنفضين عنك النار وتبشّرين بَنِيَكِ بيوم ... ولا أعظم .

فيا كاظمين الغيظ

لا عفوَ عن الجراح ولا عن الواقفين في غرف الإنتظار

فما أقسى أن ينكسر الصوت بلا صدى

كأنه ليلٌ لا يعقبه نهارْ .

وما أسرع أن يُفطم الرضّع

فلا يُسألون عن صَفحٍ لمن أجرمْ

فالوعد مكتوبٌ

كعيسى العائد

بعد أن يستفحلَ الظلمُ ,

سيأتي ليَمسحَ عن مهدهِ الدّنسَ

وحقِّ سورة مريمْ

إنه لحقٌ في المدى , سيعودُ

ولو سحقنا عن بكرة الأبِ, وظل منّا واحدٌ وقيل غريبٌ يُنجبُ الغرباءَ ..

إذن لحُقّت لنا الطوبى في حديثِ من صلى عليه اللهُ وسلمْ .

سلامٌ على الأرواح التي شبت في النّار يوماَ لتقول : الله .

وزفّتها ملائك الرحمان

لتكون شاهدةٌ على الذين لم يحركوا عند السفك

سوى شَفةِ الشّجب, وأفلتوا المغنم .

فتمردي

تمردي يا حبيبةْ

على اللغة القديمة والوصايا

لهم الجنازيرُ والجزارُ

ولك الحناجر التي هتفت بإسمك ناصرةْ

فليس فيك سليب الروح ولا كان فيك سليبة

كل الذي جرى أنك وحدك

اقتلعت أسنان مطاحن الحرب الرهيبةْ

ولم تطر إليك فيلقاً أو كتيبةْ

كنت وحدكِ تحتَ عين الله , فتطّهرت

واستويت على الليل الطويل زيتا أضاء لنا السراجَ

وعدت أُماً لأمتي , فيا حبيبةُ لا تحزني

هي الأمم جزر ومدْ

ولأن الحرة لا تلد سوى الحرة

سيعطيك اللهُ

ألف يدٍ ويدْ

بها ينفتح المدى على مداهُ

ويُستذلُ الأقوياء

تجاسُ الديار, ويستعيد الصبح الغارق في النكبات نداهُ

ويرحل الذين جاؤوك غصباً وقسرا

وتنزل النجوم تقبل خدك وتترك عندك الفجرَ

تبنين للغد المشرق في الوجوه الكئيبة قصراً

وليذهب إلى العدمْ , ضمير الناس إذا انعدمْ

ولينغرس في الذاكرةْ

أنك كنت الماردة , هرما من الآلام لم تنل من صبره

سنيُّ العمر الغادرةْ

لذلك سميت أولى القبلتين

فيا خالقي من الماء المهين , هُنتُ في زهرة الدنيا مرتين

حين تركتُها, وحين لم تجدني عندها في الهجمة الكافرة

فبحق من أسريت به إليها, أن لا ترد لي أمنيتين

واحدة حين يفنى كل شيء ويبقى وجهك النورُ ,

ان تحط عنّي سيآتي فتقربني للحبيب فلا يصعقني الصورُ

والأخرى , حين تبدلُ الأرضَ غير الأرضِ وهي تمورُ

إن كان للبقاع بقاءٌ

أن تكون قدسُك مأواي الأخير في الآخرة .





No comments: