Monday, May 1, 2006

وجه الحب القبيح


ضرغام مسروجة فلسطيني مُشَرَد

سيدي

لا وقت للصهيل ,

أدخل حظيرتك لكي تختبر الضلال الذي سيجك

ونادي على سحابيك الراحلة

لكي تعرف أن الرحيل حان

ولكي تدرك بالإحساس المتورم حدّ اللعنة أنك من سلالة البعوض

والله لا يستحى به مثلاً

أن يضرب للمبنى للمعلوم

وانا تضربني الوحشة في الوحشة حتى قُدت منى أيلولاتي

والدرب لا تختلف

موحشة تمتطى أسماءنا الثقيلة لترانا على غير ما نود

هي السبيل إلى الخضوع

كأنها عاصفة

وكأننا دوار في اللا رجوع

فيا أرض الحيرة أذهليني بوحي اللامعقول

هدني بنائي المتروك على اطلال الطريق المقفلة

فلِمَ البقاء في نطاق الجاذبية ولا شيء يُجذب

لِمَ الخروج من الدخول على دكة من الهذيان ؟

يا روح لِمَ تسأليني عما لا يسر

لَكَمْ رجوتك لو ما تمنيت لي المنى , وبقيتُ مثلما كنتُ

ناسياً دواخلي على العلات مريحاً الليل مني

هذا إذا استرحت

فالكره وجه الحب القبيح

والسيرة أبدا لا تنتهي, بصرييزيغ

وحين أحلق في أرجائي الضيقة

لا يبقى لي أثر او قولي :

مسحته الريح

هرمتُ كما تهرم الطيور غرب أعشاشها

والشبابيك التي ملت انتظاري

كسرت مقابضها واستكانت للمصير

واما الماء الذي ساقني فقد أفلت المصب .

فماذا لو علقني قلبي على جداري كلوحة ليست لي

أأسقط فوقي أم أقوم بلا قدمين ؟

كيف إذن سأرحل إلى أشيائي الصغرى

تلك القديمة الجديدة

عند النوارس التي فضت ما بيننا

وهوت على أملي بطرف جناح

علمتني وما تعلمت , وبقيت في كل مرة

أكسر ذات الجرة

وأوهم روحي بنزوحي ولا أرحل من خرافاتي الكئيبة

وأستبيح تصاويري الباهتة

فتدركني خمرتي البائتة

ولا أصحو .

يا اوهامي إمضِ

إن عصفي يأكلني وجنوحي البعيد يقترب مني في كل الزفرات التي تخرج من صدري ولا يستريح

ذلك المحمول بين الأضلع

ما إسمه ؟

ومن يعين إذا هرب المستعان

يا أوهامي لا تمضِ

تعالي إلى الدرب التي هربت من امامها خطواتي

لنمر غريبين على خرائط الحب الغريب

ها زقاق لا يخرج من يدخله

يعود لي ويوقفني عند باب الندامة

فاطوني يا ايها الطاوي

إلى وقتي الآزف حتى يهدأ الدم الفائر فيَّ بلا أسباب

كل ما أعرفه أنني لا اعرف كيف تقوم القيامة

فجأة تنهار الأشياء قدامى

تنساب أشيائي الرقيقة حارة

تغضب مني يدي وترتخي قدماي كأني ذاهب إلى مبتغاي المدنس في سيقان الشجر العتيق

فلا اجده ولا يجدني

هي المسافات , المسافات أحكم الكلمات المخلوقة للنسيان

كيف تُنسى يا طريق إذا لم يشأ المحب نسيانا

يا اناي توبي من أنا واخلعيها

أنا اختلعت ما كان يوماً وجهي

صرفت طقوسي إلى غايتها الأولى حين كان كل شئء بلا غاية

وبدلت نفسي باخرى ولما جرت فيها دمائي القديمة

هربت مني ثانية ورمتني كما ترمى القمامة

والآن هي ...هي . أنادي فلا يسمعني سوى أذناي

فاقول كما يحلو لصاحبي ان يقول : يا ليتني كنت ترابا

يا ليت أن الذي طاف بي في لوعتي

صدق أنني لا أكن له عذابا

يا ليتني سلمت

يا ليتني مررت مرَّ الكرام أو انتبذت صباي

يا ليتني كنت سرابا

يا ليتني ما كنت حاضراً حين غاب عني خاطري وولاني وجهة الراحلين غلى الضباب

فجمجمتي تمتلئ صراخاً لا يخرج مني

يحرمني من عنادي وحريتي

ويسكب فوق رأسي كأسي ما قبل الخيرة وتنهزم الصلابة

كأرجائي كالزقاق كصدري كجمجمتي كالضيق الواقف كالحظ العاثر يتبعني كظلي

لا ظل لي

والجواب المفضل لكل أسئلتي المشحونة ان ليس عندي ما يكون جواباً

لي أشيائي الرقيقة العذبة المالحة الساكنة الهادرة الطائرة بي في هلع صغار الأفراخ

وفجاة أراها على باب الزجاج الكبير

كأنني جننت

أو سأجن

تنفلق على مصراعيها أم الرأس

أتسمر, أتسمر حتى أسقط عند الجذع الرابط بيني وبين الانهيار

فينهمر التداعي

أسمعها

صوت إمرأة تشبه أمي فتؤنبني , أثور على سراديب روحي

واكسر حاجزي الصوت وأنحني لصورتي القديمة

يا للنظرات ما زالت حرىّ

إنه يستحرّ في عروقي ذلك الشوق المؤبد في سجني المفتوح على الغارب

أبحث عن الشئ الضائع

وأُضّيِعُ أحلى ما لدي

إذ أن لي بحر لا يغرق فيه سواي

وها أنا الآن اغرق في بحر حنيني ويداي في صدري

لو ينخلع هذا القلب

وأصبر كالثكنات المعزولة والمهجورة بلا حراك

أرمي اسمي

صار ثقيلاً عليً

وإسم ابي

من علمنا أن نحزن بالفطرة

من أمي إلى أختي الصغرى

وأشرد من كل البقايا والتتمات والهوامش التي سكنتني زمناً

صار أطول مما فكرت

سأفرح جداً جداً

لو صرت بارداً كالثلج

وأعود إلى الصهيل فلا يعرفني

ساعتها تفرح نفسي بنفسي وأصير نصف بشر .



No comments: